شدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما على وجوب إجراء استفتاء جنوب السودان، المقرر فى التاسع من يناير المقبل، فى موعده و«بهدوء»، محذرا السودان من أن تأجيل الاستفتاء سيؤدى إلى زيادة عزلتها الدولية.وبينما قال رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميراديت إن شعبه سيختار الاستقلال عن الشمال بشكل حتمى، تعهد نائب الرئيس السودانى على عثمان طه باحترام الحكومة لنتائج الاستفتاء. فخلال قمة مخصصة للسودان فى مقر الأممالمتحدة بنيويورك أمس الأول، قال أوباما: «فى هذه اللحظة مصير ملايين الأشخاص على المحك، ما سيجرى فى السودان خلال الأيام المقبلة سيقرر ما إذا كان هؤلاء الناس الذين عانوا حروبا كثيرة سيتقدمون نحو السلام أو إراقة مزيد من الدماء». وشدد على أنه «على المجتمع الدولى أن يدعم القادة السودانيين الذين لهم الحق فى اختيار مصيرهم». وبعد خطاب أوباما بعشر دقائق، قال سلفاكير، النائب الأول للرئيس السودانى عمر البشير، إن «حكومة الخرطوم فشلت فى تقديم حوافز كافية لإقناع الجنوبيين باختيار وحدة وطنية»، محذرا من أن أى تأخير فى موعد الاستفتاء «سيزيد من مخاطر العودة إلى العنف على نطاق واسع». ويخشى عدد من قادة العالم أنه فى حال تأخر الاستفتاء أياما أو أسابيع، من أن يعلن جنوب السودان استقلاله من جانب واحد فى خطوة قد تؤدى إلى اندلاع النزاع مجددا. فى المقابل، قال نائب الرئيس السودانى على عثمان طه إن «الوحدة هى الحل المفضل»، لكنه اعترف بحق «شعب الجنوب فى خيار آخر.. سنتحمل مسئوليتنا وستقبل حكومتنا نتائج الاستفتاء». معلقا على هذه القمة، قال مدير مركز البحوث والدراسات بجامعة أفريقيا العالمية بالسودان، حسن مكى، ل«الشروق»: «لا يمكن إجراء الاستفتاء فى موعده؛ فليس هناك حتى الآن سجلات انتخابية، ولم تتوافر بعد الأموال اللازمة لتحضيرات الاستفتاء المختلفة، بالإضافة إلى أنه لم يتم ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب». ووصف مكى سلوك الولاياتالمتحدة نحو السودان «بالهجوم الدبلوماسى، حيث تجبر الإدارة الأمريكية البلاد على الدخول فى مسار ولادة دولة جديدة فى الجنوب». ورأى أن واشنطن «تهدف إلى شغل مصر بجنوب مصر لأن السودان يعنى منابع النيل وأرض المستقبل بالنسبة لمصر لذا يجب أن تكون مستأنسة». وأضاف أنهم «يتحدثون عن خارطة طريق سودانية لولادة دولة جديدة بدون حدود وهو ما يعنى ولادة دولة تشبه إسرائيل من حيث إن لها أطماعا توسعية»، متحدثا عن أن «جنوب السودان يشهد أكبر مشروع تنصيرى فى تاريخ المسيحية»، على حد قوله.