قال أديب نوبل الألمانى جونتر جراس (82 عاما) إن جزءا جديدا من سيرته الذاتية يصدر فى غضون أيام بعنوان «كلمات جريم: إعلان حب»، وسيكون الكتاب آخر مغامرة له فى كتابة السيرة الذاتية، وقال إن هذا الكتاب هو «أنشودة حب للأخوين جريم ومعجمهما الذى كتبا بدايته فى مطلع القرن التاسع عشر»، وهو القاموس الأول فى تاريخ اللغة الألمانية. وخاض «كلمات جريم» فى تاريخ جراس السياسى، ويأتى هذا الكتاب بعد جزءين من سيرته، نشر أولهما عام 2006 بعنوان «تقشير البصل» الذى أثار الجدل بسبب اعترافه فيه بالانضمام لصفوف قوات النازى فى عمر السابعة عشرة، وثانيهما فى بداية 2008 عن حياته فى الفترة من بداية الستينيات وحتى التسعينيات بعنوان «الصندوق». وحصل جراس على جائزة نوبل للآداب عام 1999، وله مجموعة من الروايات الشهيرة على رأسها «ثلاثية داينتسيغ» التى نال عنها الجائزة وهى مكونة من ثلاث روايات هى «الطبل والصفيح» و«القط والفأر» و«سنوات الكلاب»، وقد ترجمت كلها إلى العربية، بالاضافة إلى «مئويتى» الصادر عام 1999، و«مشية السرطان» عام 2002، و«الرقصات الأخيرة» عام 2003. وأكد جراس لمجلة دير شبيجل الألمانية فى تصريح نقلته صحيفة الجارديان البريطانية: «سيكون (كلمات جريمز)، آخر جزء فى كتاباتى السير الذاتية، ففى مثل عمرى يتعجب المرء إذا امتد به العمر إلى الربيع المقبل، وكتاب السيرة ذو طابع ملحمى يستغرق وقتا طويلا». وقال صاحب «الطبل والصفيح» إنه لا يخاف نهاية حياته، وتابع: «أدركت ذلك، وأدركت أن ما بيد المرء هو أن يكون مستعدا لهذه النهاية، لكنى احتفظت بقدر من الفضول، ماذا سيحدث لأحفادى؟ كيف ستكون نتيجة مباراة كرة القدم فى نهاية الاسبوع؟ فمازال فى الحياة بعض التفاهات التى أود أن أعيشها». وأوضح جراس أن كتابه يحمل آثار حكايات الأخوين جريم التى شب عليها، إذ قام الأخوان بتجميع الحكايات الشعبية الألمانية فى كتاب صدر فى بداية القرن التاسع عشر، وقد اشتهرت بعضها عالميا مثل قصة سنو وايت والأقزام، وذات الرداء الأحمر، وسندريللا، حتى ولو لم يقف أثرهما عند حد استلهام بعض أبطالهما وأسلوبهما فى الكتابة بل شخصيهما أيضا، وأوضح: «فى روايتى (الفأرة) على سبيل المثال، تجدهما فى شخصيتى الوزير ونائبه اللذين يحاولان إنقاذ الغابة». كذلك قرر جراس أن يستخدم قصتهما فى الكتابة عن الجانب السياسى والاجتماعى من حياته فى الجزء الأخير من سيرته، فحياتهما حسبما صرح «كانت خلال فترة تميزت بالتغيرات الراديكالية، تماما مثلى»، وأضاف إلى ذلك فضلهما على اللغة الألمانية واصفا إياهما ب«حراس الكلمة». ويناقش الكاتب الجديد مرة أخرى الفترة التى قضاها جراس جنديا فى الوحدات النازية الخاصة المسماة «وافن إس إس»، وروى جراس لمجلة دير شبيجل: «لم تكن تلك إرادتى، بل جندت كما جند آلاف الصبية والشباب، وحررتنى نهاية الحرب من تعهد أعمى بالسمع والطاعة، وبعدها تعلمت ألا أؤدى القسم مرة أخرى». وكان اعترافه الذى أطلقه للمرة الأولى فى 2006 أثار ضجة كبيرة، فاعتبره البعض مشاركا فى جرائم النازية، وآخرون رأوا أن شجاعة جراس فى الاعتراف بذنبه فضيلة تستحق التقدير. وصرح جراس بأن مشروعه المقبل سيكون إعداد طبعة جديدة من كتابه «سنوات الكلاب» الذى يحتفل العام المقبل بمرور خمسين عاما على صدور طبعته الأولى، ويقول «لن أسمح بتحويل أى من كتبى إلى طبعة إلكترونية أبدا»، وأشار إلى أنه أخذ عهدا على ناشره ألا ينشر أيا من كتبه إلكترونيا إلا بعد تفعيل قانون حماية الملكية الفكرية.