قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلى فجر أمس مواطنا فلسطينيا فى مدينة القدسالشرقيةالمحتلة، فيما فرضت طوقا أمنيا على الضفة الغربيةالمحتلة حتى ليلة الثلاثين من الشهر الحالى، بمناسبة احتفال اليهود بعيد «المظلة». ففى بلدة سلوان بالقدس، قالت مصادر محلية إن فلسطينيا، يدعى سامر سرحان، لقى حتفه بعد أن نصبت قوات الاحتلال وعناصر من فرقة الوحدات «المستعربة»، كمينا له وللعديد من شباب المنطقة فجرا، قبل أن تطلق عليهم النيران، ما أدى أيضا إلى إصابة فلسطينيين آخرين بجروح. ووقع هذا الاعتداء إثر تجدد المواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة فى العديد من أحياء سلوان خلال استعدادات اليهود لعيد المظلة أو العُرش، التى يقومون فيها بنصب مُعرّشاتٍ خاصة فى بؤرهم الاستيطانية، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وشهدت سلوان وجودا عسكريا وشرطيا غير مسبوق أمس، وسط مخاوف من تكرر الاعتداءات على الفلسطينيين. وبحجة عيد «المظلة»، أغلقت إسرائيل مساء أمس الأول الأراضى الفلسطينية المحتلة، فى إجراء يسرى مفعوله حتى منتصف ليلة الثلاثين من الشهر الحالى. وتأتى هذه المصادمات فى وقت تتصاعد فيه التوترات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية؛ جراء تمسك حكومة بنيامين نتنياهو باستئناف الاستيطان فى الضفة فور انتهاء قرار تجميده فى السادس والعشرين من الشهر الحالى، وهو ما يرفضه رئيس السلطة محمود عباس، مهددا بالانسحاب من المفاوضات المباشرة التى انطلقت فى الثانى من الشهر الحالى، ما يثير قلق واشنطن من انهيار المفاوضات «خلال أيام». هذه التوترات انعكست على اجتماع للدول المانحة للسلطة الفلسطينية فى نيويورك أمس الأول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التى تنطلق اليوم الخميس، حيث جرى إلغاء مؤتمر صحفى كان مقررا أن يشارك فيه كل من رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض ونائب وزير الخارجية الإسرائيلى دانى آيالون. فقد رفض آيالون التوقيع على بيان يشمل كلمة «دولتان»، متمسكا بإدراج عبارة «دولتان لشعبين». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس قوله: «كلمة «دولتين» كانت مكتوبة فى الصيغة النهائية، وأردت على الأقل كتابة «دولتان لشعبين».. طلبت معرفة أى شىء يقصدون؟ دولة فلسطينية واحدة ودولة ثنائية القومية، أم دولة فلسطينية أخرى؟». ومع رفض آيالون التوقيع على صيغة «دولتين»، غادر فياض المكان غاضبا. وتعنى «دولتان لشعبين»، وفقا للرؤية الإسرائيلية: دولة فلسطينية للشعب الفلسطينى، وأخرى إسرائيلية للشعب اليهودى. ويتمسك نتنياهو بضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل ك«دولة للشعب اليهودى»، ما ترفضه السلطة؛ لكون هذا الاعتراف يعنى إضاعة حقوق اللاجئين، والمواطنين الفلسطينيين داخل الأراضى المحتلة عام 1948 (إسرائيل). ووسط ضغوط أمريكية، مازالت إسرائيل والسلطة تبحثان عن حل وسط لأزمة الاستيطان، وحتى ظهر أمس رفضت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما التعليق على تقرير للإذاعة الإسرائيلية جاء فيه قبل يومين إن حكومة نتنياهو تبحث عرض مقترح على واشنطن بمد فترة تجميد الاستيطان ثلاثة أشهر مقابل إفراج الولاياتالمتحدة عن جوناثان بولارد المدان بالتجسس لصالح إسرائيل.