أكد إياد علاوي ، زعيم ائتلاف العراقية ورئيس أول حكومة عراقية بعد تغيير نظام صدام حسين ، أنه في حالة أصر نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايتها على البقاء فإن "الأمور ستتجه نحو الاضطراب الشديد ولا أعتقد أن الشعب العراقي سوف يؤمن بالذهاب إلى صناديق الاقتراع في المستقبل ويفترض الآن ألا يوجد بيننا من يقول سوف أكون زعيم العراق الأبدي ، فهذا الموضوع قد ولى". وقال علاوي في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الأحد :"عندما كنا في المعارضة ، كنا نحلم ونعمل بتجرد واندفاع هائل على تغيير وإسقاط نظام صدام، وخلال هذا الاندفاع كنا نتصور سيناريوهات لما قد يحصل .. لكن الذي يحصل الآن لم يخطر ببال أحد لم نتصور أن يأتي أحد ويقول لا أرضى بفلان لأنه سني أو شيعي أو كردي". وأضاف أنه من المفترض أن يشكل مصير صدام "درسا لكل حليم ونبيه ثم لا يمكن أن نستبدل بنظام ديكتاتوري باغ، كنظام صدام ، نظاما آخر مثله ومثل ممارساته". تشكيل الحكومة ورأى أن القائمة العراقية لم تفقد فرصتها لتشكيل الحكومة، وقال :"في حال أن العراقية فقدت فرصتها فسينتج عن هذا مناخ معاد للديمقراطية بشكل كامل، وبالتالي إذا سلبت حقوق العراقية بهذه الطريقة ، فهذا يعني أن نقرأ السلام على الديمقراطية في العراق ، فكل من رفع شعار الديمقراطية ويحاربنا اليوم هو خارج الواقع ، وأي توجه ضد العراقية بهذا الشكل وسلب الاستحقاق الجماهيري بذرائع مختلفة وتفسيرات للدستور بالشكل الذي يروق للبعض، هو معاداة للوضع الديمقراطي في العراق الذي حاولنا نحن جميعا سابقا كمعارضة أن نطرحه". التحالف الوطني وحول خيارات العراقية إذا فرض التحالف الوطني ، المشكل من الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته كواقع حال وشكل الحكومة ، قال علاوي :"في حال حصول مثل هذا الشيء ، سوف نجتمع (قيادات العراقية) ونقرر الموقف اللازم ، لكن المفروض أن يكف الإخوة في الحديث عن التحالف ، حيث يكفي أننا تأخرنا ستة أشهر ودخلنا في الشهر السابع". وكشف علاوي أن لقاءاته مع المالكي لم تتطرق إلى المناصب ، وأضاف :"قلت له الكلام نفسه الذي قلته الآن حول المشكلات المتعلقة بالمصالحة الوطنية والشراكة وتقاسم الصلاحيات والمحاصصة الطائفية ، وقلت له إذا لم تتم مناقشة هذه المشكلات بشكل حقيقي ومن دون وضع النقاط على الحروف فلن نتمكن من العمل سوية بأي شكل من الأشكال .. ووافق الرجل وقال هذا صحيح ، ونتج عن هذا الاجتماع اختيار اثنين من العراقية واثنين من دولة القانون ، وكانت نتائج المفاوضات متباينة بين تقدم وتعثر". ترشيح عادل عبد المهدي وحول ما إذا كان سيضطر في النهاية إلى دعم ترشيح عادل عبد المهدي مرشح الائتلاف الوطني أم المالكي ، أجاب علاوي :"لا تستطيع أي جهة أن تجبرنا على شيء ، ولا حتى الظروف .. ما موقف المالكي وكذلك الإخوة في الائتلاف الوطني من العراقية ؟ .. إذا كان لديهم اعتراض على العراقية فلماذا ندخل معهم؟ إذا كانوا يرفضون ليس فقط إياد علاوي ، بل يرفضون أي شخص من العراقية فلماذا أدخل في العملية السياسية ؟ فهذا يعني أنني لا أصلح أن أكون في العملية السياسية ولا أصلح أن أكون شريكا لهم ، وبالتالي كل واحد يأخذ طريقه". تأييد بايدن للمالكي وبشأن مدى صحة تأييد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بقاء المالكي ، قال علاوي :"الحديث مع بايدن كان مهما ، والجزء الأعظم منه كان حول العراق .. وقد دار الحديث حول مسألة تشكيل الحكومة والإسراع في تشكيلها وأن تكون حكومة تضم كل الطيف السياسي العراقي ، وأن يكون هناك تعاون بين العراقية ككتلة فائزة وبين دولة القانون باعتبارها الكتلة الثانية وأن يدخل الإخوان الأكراد والقوى الأخرى الفائزة في الانتخابات ، وأرادوا الإسراع أيضا لأنهم بطبيعة الحال منطلقون من ظروفهم السياسية والاجتماعية والانتخابية في أمريكا". وشدد بالقول :"هم لم يؤيدوا أحدا ، فعندما تسأل أيا من الوفود الأمريكية التي جاءت إلى بغداد عما إذا كان لديهم أي جهة يؤيدونها ، فجوابهم سيكون : كلا نحن لا نؤيد جهة ، لكن يقولون: نحن تحت ظروف انسحاب القوات الأمريكية ، ونود أن تشكل الحكومة من دون مشكلات ، وهذا ما فسره البعض على أن الأمريكيين يريدون المالكي".