يعكف الشيخ حسن الزيات هاوي الخط العربي منذ أربع سنوات على إعداد ما يقول إنه سيصبح أكبر مصحف مكتوب بخط اليد في العالم عندما يستكمله بحلول نهاية هذا العام. ويقول الزيات البالغ من العمر 33 عاما وهو من بلدة طيردبا في جنوب لبنان إنه يهوى الخط العربي منذ نعومة أظفاره. وقال الزيات في مقابلة أجريت معه في غرفة صغيرة في بيته حولها إلى ورشة عمل " أنا هوايتي كانت كأي ولد صغير عنده هواية.. هوايتي بالخط." والآن يقول الزيات إنه يأمل الوصول بعمله إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية في ثاني محاولة من نوعها حتى الآن. وقال "عندي بعض الأصدقاء اللي عندهم معرفة بالأرقام القياسية. حسب ما أخبروني وأكدوا لي أنهم تواصلوا مع كتاب جينيس للأرقام القياسية وأكدوا انه ما فيه كتاب قرآن مكتوب بخط اليد بهذا الحجم مسجل بجينيس. طبعا مش على أساس جينيس بدأت بالقرآن. أنا اللي تاريخ مع القرآن حفظا وتلاوة وكتابة. إذا الله وفقنا يكون أكبر كتاب بالعالم." ويقول الزيات إن كل شيء من اختيار نوعية الورق والأقلام إلى درجة ميل الطاولة التي يعمل عليها كان يمثل رحلة شاقة للوصول إلى الأفضل. ويكتب الزيات على صفحات من قياس 100 في 70 سنتيمترا ويقول إن ذلك هو أكبر حجم صفحة لمصحف مكتوب بخط اليد في العالم. وتحتاج كل صفحة إلى عمل دقيق لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات. وخلال شهر رمضان يخصص الزيات ما يزيد على عشر ساعات يوميا للكتابة. وعمل الزيات في عدة وظائف لكسب عيشه منها تدريس القرآن لتلاميذ المدارس والتمثيل في أعمال مسرحية إسلامية. لكنه يصر على أن الخط مجرد هواية وذكر أنه رفض عروضا للعمل خطاطا محترفا. ويقول "أنا عندي قاعدة بحياتي.. إذا أصبحت الهواية مهنة انتهت." وهذه ليست محاولة الزيات الأولى لكتابة القرآن بخط اليد. فقد استكمل في عام 2002 نسخة أصغر قليلا من المصحف لكنه يقول إنها سُرقت عام 2004 عندما كان يعرضها في معرض فني في الخارج. وانتهى الزيات حتى الآن من كتابة 450 صفحة من النسخة التي يعكف عليها حاليا وما زال يتعين عليه كتابه 150 صفحة أخرى. لكنه يقول إنه لن يتعجل في بيع المصحف أو عرضه في أحد المعارض فور الانتهاء منه حيث يريد الاحتفاظ به لنفسه في الفترة المقبلة.