نبات غريب لم يعتده فلاحو بنى سويف، ينمو بسرعة ملحوظة بين المحاصيل، ويحاصر جذورها، على غير ما اعتاده المزارعون من الرجلة العادية، التى «تبدو فى حالها»، كما يقول أحدهم، ولهذا أطلقوا عليه اسم «الرجلة الإسرائيلى». هذا ليس اسمها العلمى لا شك، فالاسم المنسوب إلى الدولة العبرية اختراع خاص بفلاحى بنى سويف. أى شىء يرونه غريبا وطفيليا ومؤذيا يلحقونه بإسرائيل. أحمد عبدالعزيز صميدة، فلاح من الفيوم، فوجئ بالرجلة «الإسرائيلية» تنمو بكثرة بين محصول الذرة، الذى يتعب نفسه لرعايته منذ شهور، «أول مرة أشوف النوع ده من الرجلة، مش عارف أعمل معاها إيه، كل ما أقلعها ترجع تانى». يصف صميدة هذه الرجلة بأنها ذات أوراق صغيرة، وتنتشر بشكل أفقى، وتنمو سريعا على التربة، وحتى حين يقتلعها من جذورها، تعود أوراقها المتناثرة لتنمو من جديد، كنبت شيطانى لا يمكن التخلص منه. هذه الرجلة، حسب رواية صميدة التى يغذيها بتجارب جيرانه، إذا ظهرت وسط محاصيل الفلفل والطماطم والذرة الصغيرة، تتشعب وتظل تنمو فوق هذه النباتات فى بداية زراعتها، وتمتص الغذاء منها وتجعلها تجف. يعقب صميدة: «بتمص دم غيرها، زى إسرائيل بالظبط». وكما لا يعرف العالم علاجا لهذا «الورم» المسمَّى إسرائيل، يقول صميدة إن مسئولى الزراعة فشلوا فى إيجاد حل لمشكلة الرجلة هذا. هذا النوع من الرجلة تعود خطورته إلى خواصه فى التكاثر، حيث ينبت مرة أخرى ما لم تتم إزالته بالكامل. كما يحذر الدكتور حمدى محفوظ، رئيس وحدة البحوث الزراعية فى كلية زراعة الفيوم، والذى يضيف أن أجزاء هذا النبات إذا تُركت فى الأرض تنبت مجددا، وبشكل سريع يؤدى إلى امتصاص المواد المغذية. والحل، كما يقدمه الدكتور محفوظ، هو أن يقوم الفلاح بنزع الرجلة من جذورها، ثم عزق الأرض ورشها بمبيد قوى مثل «جيسيبرين»، فيضاف لتر منه إلى 200 لتر من الماء لكل فدان. د. محفوط يؤكد أن التسمية التى أطلقها الفلاحون على هذا النبات لا أساس علميا لها، ولكنهم يتبادلون الاسم لمجرد تمييزه عن الأنواع المألوفة لديهم من الرجلة.