اختارت الفنانة نيللى كريم الوجود فى ماراثون رمضان الدرامى لهذا العام عبر الدخول من باب «الحارة» فى مسلسل تميز بالبطولة الجماعية.. ورغم أن البعض قد يعتبر ملامحها الشقراء لا تناسب دور فتاة العشوائيات فإنها تؤكد وجود كثير من الفتيات الجميلات بتلك المناطق، بل تدافع عن فكرة توليها مسئولية رعاية أسرتها بالأحداث، مشيرة إلى أن 80% من أسر العشوائيات تنفق عليها النساء. فى بداية حوارها مع «الشروق» أصرت نيللى كريم على توجيه التحية لزميلاتها الممثلات صاحبات الوجود القوى هذا العام مثل بسمة وهند صبرى ومى عز الدين ودنيا سمير غانم، مؤكدة أن هذا يعنى أن النساء قادمات إلى عرش الدراما. * ألا تعتقدين أن ملامح نيللى الشقراء جعلت من الصعب تصديق دورها كفتاة فى حارة شعبية؟ فى الحارة توجد بنات تتمتع بقدر كبير من الجمال وأنا عمرى ما مثلت لأنى باعتمد على شكلى وجمالى ودوما أقبل الشخصية من داخلها وليس من خارجها. * آخر أدوارك بفيلم «واحد صفر» كنت محجبة وكذلك الحال فى مسلسل «الحارة».. ألا تخافين من المقارنة؟ دعنا نتفق أن ما يحدث فى المناطق الشعبية هو ليس حجابا ولكنهم جميعا يرتدون إيشاربات وكأنه زى رسمى وهو ما كانت تفعله منى فى «الحارة» فهو حجاب ليس حقيقيا أما فى «واحد صفر» فهى بنت محجبة وترتدى الخمار وهما من منطقتين مختلفتين وشخصية ريهام فى «واحد صفر» كانت أرقى شوية فى المستوى الاجتماعى إنها تنويعات مختلفة للفتاة الشعبية، ولا يوجد أى مجال للمقارنة بينهما ولا أوجه شبه. * للمرة الثانية أيضا تشاركين فى عمل بطولة جماعية.. ألا تعتبرينها مغامرة؟ فى «واحد صفر» كان الوضع أسهل بعض الشىء فكل ما لدينا عبارة عن 8 شخصيات رئيسية أما فى المسلسل فلدينا 40 شخصية ولا يوجد ممثل يزيد دوره على 40 مشهدا لأن كل مشهد عبارة عن حدث مؤثر وفى الحقيقة لم يكن لدى أى تخوف من فكرة كثرة الشخصيات خصوصا أنهما قصتان مختلفتان بالإضافة إلى اختلاف البيئة بين الطبقتين والبيئتين. * كيف تم ترشيحك لهذا الدور وما هى أهم العوامل التى جذبتك له؟ كلمنى المؤلف والمخرج وكنت أعرف طبيعة العمل وظروفه وأعرف أيضا أن كل مشاهدى به تتراوح ما بين 50 و60 مشهدا فقط.. وللعلم أنا من اخترت دورى حيث إن كل الأدوار كانت متاحة أمامى واخترت الدور الذى جذبنى.. فما يهمنى هو تحقيق التنوع فى أدوارى ورغم أن البعض يرى المسلسل كئيبا بعض الشىء لكننى أحبه. * كيف كان استعدادك لأداء الدور؟ ذهبت إلى العديد من الأماكن الشعبية فى بولاق والإباجية ورأيت ملابس الفتيات وطريقة تصرفاتهن وكيف أن العباءة السوداء التى يرتدونها تخفى تحتها «بنطولانات جينز» على أحدث موضة وكيف أن نصف هؤلاء الفتيات غير محجبات. * هذه الفتاة جانية أم مجنى عليها ضحية ظروفها أم أنها من صنعت كل مآساتها؟ هى شخصية عادية لبنت عادية ترغب فى أن تعيش.. والمأساة تكمن فى أنها لا تريد العيش لنفسها بل من أجل أمها وإخوتها هى شخصية يمكن أن تطلق عليها وأنت مطمئن رجل البيت فى شكل نسائى.. ففى هذه المناطق الرجالة نصفهم مصابون بأمراض تعيقهم عن ممارسة مهنهم اليدوية والنصف الآخر السليم يريد أن يأكل وينصب عليهن ويتعيش مما تكسبه المرأة. وأضافت نيللى: لو تناقشت مع أى فتاة أو امراة من هذا المناطق فلن تسمع سوى جملة واحدة هى زوجى مريض وهكذا تنتقل من سجن لسجن وللعلم فى هذه المناطق 80 فى المائة من العائلات تنفق عليها سيدات ولو نظرت لأسواق الخضار ستجد معظمها من النساء وستجد وبكل أسف أن الحالات التى يعمل فيها الرجل فى هذه المناطق هى عندما تكون الأم غير موجودة أو غير قادرة على العمل وبكل صراحة الرجل هناك يبحث فقط عن طعامه ومزاجه. * شخصية منى قد لا تجد تعاطفا من المشاهدين لاسيما أنها تقوم بالاتجار فى المخدرات؟ أنا كنت أفكر فقط فى شخصيتى ولا أهتم بكثرة التقلبات فكل إنسان به سلبيات وإيجابيات.. لا أفكر فى التقلبات وهى تركيبتها كده وكل بنى آدم منا يحمل داخله دوما شقين هما الحلو والوحش وهى شكلها كده وأنا قدمتها ومن حق الجمهور أن يختار إن كان سيحبها أم سيكرهها. * البعض يؤكد أن مسلسلكم يحاول تقديم نماذج مصغرة للمجتمع المصرى؟ أنا أتفق معهم تماما فالحارة هى جزء من مصر والمشاكل التى نعرضها من 30 سنة. * ألا تلاحظين معى أن رمضان هذا العام به العديد من المسلسلات التى تختص بهموم المرأة؟ اتفق معك تماما وألاحظ هذا بالطبع لكنه ربما يحدث لأن البطلات أصبحن ينتقين موضوعات أكثر جدية مثلما حدث مع هند صبرى فى «عايزه أتجوز» فالمشكلة مشكلة الكثير من بنات الوطن العربى. * هل هذا يعنى حدوث تطور فى الأشكال الدرامية أو تغييرا أفضل نحو البطلات من النساء؟ لا أستطيع أن أقول إننا تغيرنا كل ما حدث هو كثرة المسلسلات وتنوع موضوعاتها من تاريخى لشعبى والكوميدى وميلودراما وزمان لم تكن هناك هذه الكثرة ولكن أكثر ما يسعدنى حقا هو أن صناعتنا الدرامية فى مصر قد استردت عافيتها والدليل أن نجوم سوريا جاءوا هنا فى مصر ليعملوا بأعمالنا وأيضا أنا سعيدة بالتطور فى جودة المنتج المصرى والتحسن الواضح فى الصورة وطريقة الإخراج وهو ما يبدو واضحا فى العديد من المسلسلات مثل «أهل كايرو» و«الجماعة» و«كابتن عفت» والعديد من المسلسلات القوية التى يتم تنفيذها لهذا العام. * مشاكل كثيرة تعرض لها المسلسل ترى أين الحقيقة فيما سمعناه أثناء فترة تحضيركم من تغيير إنتاج وتوقفات؟ على حسب علمى فإن المسلسل بدأ إنتاجه مع إحدى الشركات التى تعرضت لبعض المشكلات والأزمات واضطرت على إثرها للتنازل عن جزء من حصتهم ولكن كل ما أستطيع أن أقوله إن هذا المسلسل تم استكماله بالممثلين والمخرج والكاتب وكلنا كنا نحب بعضنا البعض وكنا نرغب فى تقديم عمل جيد وكل ما كان يهمنا أن ينتهى تصوير المسلسل وهذه هى «الجدعنة» التى ميزت أسرة العمل كلها وكلنا كان عندنا ضمير وكان همنا أننا نخرج بعمل محترم. * بعيدا عن «الحارة».. فيلم «687» يناقش قضية تخاف بعض الممثلات من تجسيدها على الشاشة وهى التحرش؟ لست من الممثلات اللائى يقدمن أية دور فلدينا سيناريو جيد كتبه محمد دياب وهو مخرجه فى الوقت نفسه ونحن هنا نناقش القضية نفسها ولا نعرضها بطريقة بصرى فلن تجد لدينا حتى مشهد لمس واحد وهى قضية مهمة وملحة بدليل قانون التحرش الذى صدر ونحن هنا نحاول تشريح المجتمع بحثا عن سبب المشكلة التى لا تنجو منها فتاة أو امرأة أيا كان شكلها أو ملبسها. * سمعنا أن الفيلم بكامله تدور أحداثه داخل أتوبيس؟ لا لا.. بالطبع هناك جزء كبير داخل أتوبيس لكن هناك مشاهد كثيرة خارجه فنحن لا نقدم فيلما عن الأتوبيس. * ماذا عن دورك فى الفيلم؟ دورى هو دور صبا التى تتعرض للتحرش ومن هنا تبدأ أحداث الفيلم. * فى فيلم «زهايمر» كانت مرشحة له غادة عادل فهل نيللى لا تهتم بكون الدور قد اعتذرت عنه زميلة لها من قبل؟ عندما اتصل بى المخرج عمرو عرفة كانوا سيبدأون تصوير الفيلم بعد أسبوع ولم أكن أعرف أن غادة كانت مرشحة له ووافقت قبل أن أعرف وبعدها عرفت من خلال الجرائد وأنا لم أخذ الدور منها فهى سنة الحياة وانا اعتذرت عن أدوار وقدمتها زميلات أخريات إنها سنة التمثيل وشىء طبيعى فى أى مهنة. * دورك فى الفيلم؟ دور ممرضة اسمها منى وكل الأدوار فى الفيلم مهمة سعيد صالح وهى أول مرة لى مع الزعيم عادل إمام وكنت أحلم بهذا ووجدته شخصا بسيطا.