لم تكن تلك المرة الأولى التى يخرج فيه رجل الحزب الوطنى القوى صفوت الشريف ليعلن أن «الرئيس مبارك هو مرشح الحزب فى انتخابات العام المقبل، وهو خيار الحاضر والمستقبل»، لكن أمين عام الوطنى أدلى بتصريحين متتاليين، فيما بدا بشكل واضح أنه محاولة لحسم الجدل حول ما سمى «فتنة التوريث». تأتى تصريحات بأكثر من نقطة غير متوقعة، ربما أخطرها ما اعتبره مراقبون وأعضاء فى الوطنى نفسه «موقفا رسميا» من فكرة ترشيح جمال و«نفيا رسميا» لوجود صراع على المنصب الأعلى داخل البيت الرئاسى. ويعتقد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية ضياء رشوان أن الشريف كان يتحدث وهو محصن «بغطاء رئاسى»، ويقود حملة إعلامية «موجهة أو موافق عليها» رئيس الدولة ورئيس الحزب «لأن الناس كانت تتساءل أين الدولة وأين الحزب وما هو موقفهم من حملات الترويج لجمال». «قلنا إننا قبل أن نرفض نهج هؤلاء الذين يدعون للبرادعى بهذه الطريقة فنحن نرفض أيضا نهج من يدعون لجمال مبارك»، هكذا قال الشريف، واصفا الأمر «بالعبث السياسى». «هذا موقف يرضى الكل فى الحزب وأجهزة الدولة والمعارضة أيضا» يقول قيادى فى الوطنى، يعتقد أن حملة الملصقات لتأييد جمال مبارك «عملت لخبطة وبدأ تتردد أقوال إن الابن مرشح وأن هناك انقسامات فى البيت الرئاسى». القيادى القريب من مؤسسة الرئاسة يعتقد أن تصريحات الشريف جاءت «لتضع حدا للبلبلة ولوقف من يحاول مجاملة جمال، ربما على غير علمه». إحدى النقاط الجديدة فى حوارت الشريف هى ما يقرأها رشوان، فى طريقة أدائه تجاه جمال مبارك. الشريف فى رأيه يتحدث «تراتبيا» داخل هرم الحزب. «صحيح انه يتحدث إيجابيا عن جمال لكنها من المرات النادرة التى يأخذ فيها الشريف مكانته كأمين عام ويتعامل مع جمال باعتباره أحد أعضاء الأمانة وليس ابن رئيس أو احتمال رئيس قادم». الحملة الإعلامية التى قادها الشريف تزامنت مع حملة أخرى، كان محورها جمال، حيث خرج وعلى غير المعتاد يدلى بتصريحات فى أكثر من موضع للتليفزيون المصرى الذى أذاع أيضا لقاءه مع شباب الجامعات فى حلوان. والتوقيت ليس عشوائيا فتقليديا خروج جمال أو الشريف للحديث للاعلام هو خروج «محسوب» يرتبط بأحداث سياسية مثل الانتخابات أو مؤتمر الحزب الوطنى، وهو ما يؤكده سامى عبدالعزيز استاذ الإعلام والقيادى فى الوطنى حيث يعتبر توقيت حوارات الشريف «منطقى، فالحزب مقبل على ترشيحاته للانتخابات»، بل ويعتبر أن العنصر الرئيسى فى حوار الشريف كان «جدية الحزب وطريقة اختيار مرشحيه ونفى كل ما له علاقة بصفقات أو تربيطات» وإن كان لا ينفى أن إحدى رسائل الشريف كانت «للرد على أقاويل يتم تداولها فى الساحة السياسية».