لم تكن الفنانة الشابة ميس حمدان تتوقع أن تتعرض لهذا الهجوم الضارى عقب عرض أولى حلقات برنامجها الكوميدى «100 مسا».. فقد ظلت تنتظر حلول شهر رمضان المبارك ليتابع الجمهور البرنامج الذى اعتبرته إعادة اكتشاف لها لما يضمه من فقرات استعراضية وغنائية وتقليد وكل ألوان الفنون. رياح المشاهدين لم تأت بما تشتهيه سفن ميس.. فعقب عرض الحلقة الأولى تعرض البرنامج لهجوم غير مسبوق باتهامها بالإساءة إلى مصر بعد أن تضمنت الحلقة نصيحة للشاب المصرى الذى واجه رفض خطيبته الشديد أن يمسك يدها ليتأكد أن هناك خمسة رجال على الأقل سبقوا وأمسكوا يدها!. كما اتهمت بالتهكم على المصريين ووصفهم بأنهم شعب «فتاى» أى يحب أن يفتى فى أى شىء.. وزاد الأمر بحملة على موقع «الفيس بوك» يطالب بوقف البرنامج لاتهامه بالتفاهة والسطحية. وأخيرا أعلنت نادية حليم رئيسة التليفزيون إيقاف عرض البرنامج على القناة الأولى مكتفية ب15 حلقة رغم أنه تم تسجيل 30 حلقة للعرض يوميا وطوال شهر رمضان. * كيف استقبلت حملات الهجوم التى تتعرضين لها؟ لم أقدم على أى رد فعل لإيمانى بأن أصحاب هذا الهجوم لا يزيد عددهم على 1500 فرد وهى نسبة لا تقارن مع 85 مليون مصرى يتابعون البرنامج.. فباستثناء هذا العدد لاتزال النسبة الأكبر لصالحى وأنا أرصد ردود أفعال الناس التى التقى بها فى كل مكان والكل يهنئنى على هذا الجهد الكبير الذى أبذله فى البرنامج. * هل يعنى هذا أنك لم تشعرى بأى غضب؟ لا بالطبع.. غضبت جدا فهذه محاولة لهدمى وهدم كل الجهد الذى بذلته مع فريق العمل فنحن بدأنا تسجيل هذا البرنامج قبل شهر رمضان بثلاثة أسابيع وكنا أحيانا نسجل حلقتين فى اليوم الواحد.. وكنت أتعلم الاستعراض قبل تنفيذه بساعة واحدة ومع هذا تحملت لأننى أحببت التجربة جدا وخرجت النتيجة بشكل رائع وأشعر برضا تام عليها، خاصة أن كثيرا من المشاهدين أكدوا لى أننى أعدت لهم ذكريات الفوازير رغم أننى لم أكن أقدم فوازير بل هو برنامج كوميدى. * ِبمَ تفسرين هذا الهجوم؟ أظن أن الذين قادوا هذه الحملة من داخل مبنى ماسبيرو، خاصة أننى قبل تنفيذ البرنامج تعرضت لهجوم شديد من داخل المبنى بزعم أننى أتقاضى أجرا مبالغا فيه وهو ما لم يحدث، إلى جانب أن الهجوم بدأ منذ الحلقة الأولى، وكأن هناك حالة تربص مسبقة بى ولكن كل هذه ظنون لا يمكن تأكيدها وأنا لا أقول سوى حسبى الله ونعم الوكيل. * ولكنك متهمة بالإساءة إلى مصر.. فما تعليقك؟ أتصور أن غلطتى تتلخص فى امتلاكى جواز سفر غير مصرى فجواز سفرى أردنى وهو ما دفع البعض لتوجيه مثل هذا الاتهام وقد تناسوا أننى ولدت فى مصر وتعلمت فيها وحصلت على المركز الرابع فى المرحلة الابتدائية على مستوى الجمهورية كلها وتم تكريمى وأتحدث باللهجة المصرية.. واتساءل وماذا يعنى أننى أردنية.. أليست الأردن دولة شقيقة وهل مزاحى فى برنامج كوميدى ممكن أن يتحول إلى قضية الاساءة إلى مصر. * كيف نمى إليك هذا الشعور وأنت من لعبت يوما بطولة الجزء الثانى من مسلسل «المصراوية»؟ هذا ما حدث لى للأسف فعندما اتهم بأننى أسىء إلى الفتيات المصريات فهم يعاملوننى وكأننى لست مصرية وأنا منزعجة حقا فهذا شىء غريب ولم يحدث من قبل.. فمصر أم الدنيا التى تحتضن كل الجنسيات وكما تقولين فلقد اختارونى لألعب دورا بمسلسل «المصراوية».. وأنا حزينة للغاية فكيف يحدث هذا لى فلم يسبق لى من قبل أن أتعرض لأى مشكلة من أى نوع ولم يكن لى أى خصومة مع أحد ولم أدخل فى عداوة مع أحد. * على ذكر الخصومة والعداوة.. هل انتابك شك فى أن يكون أحد زملائك فى الوسط الفنى وراء الحملة انطلاقا من مقولة «عدوك ابن كارك»؟ مع الحالة التى وصلت إليها انتابنى كل شىء، خاصة أننى مؤمنة أن هناك من يغضبون لنجاح البعض واعتبر برنامج «100 مسا» شهادة نجاح لى وأتحدى أن يكون هناك برنامج مشابه له فى الوقت الحاضر أو الماضى. وأضافت: أنا أقدم show غير مسبوق به جميع ألوان الفنون وكان البرنامج يعرض على ثلاث قنوات هى الأولى والفضائية المصرية ونايل كوميدى.. ولكن أعود وأقول إننى لن ألقى بالاتهامات جزافا وربما أكون وقعت ضحية زلة لسان وأن البعض أساءوا فهمى.. وأنا بدورى سعيت لتبرئة ساحتى بإصدار بيان صحفى أوضحت فيه كل ملابسات الموضوع وأبديت اعتذارى إذا اساء البعض فهمى وحرصنا فى البرنامج أن نضع تنويها يؤكد أن كل ما هو موجود فى الحلقة من وحى الخيال ولا يمت للحقيقة بصلة. * هل تعلمين أن هناك أحد المحامين طلب منع دخولك لمصر بسبب هذا البرنامج؟ أول مرة أسمع فيها هذا الكلام وأنا مندهشة فعلا، خاصة أننى أقدم برنامجا كوميديا نسخر فيه ونضحك واستغرب أين هذا المحامى من البرامج الجادة التى تعرى الشارع المصرى للجميع يوميا! * كيف استقبلت قرار رئيسة التليفزيون بإيقاف البرنامج؟ هذا كلام غير صحيح فالبرنامج لايزال يعرض على القناتين الفضائية المصرية ونايل كوميدى.. ولا أعتقد بأى حال من الأحوال أنه إذا كان هناك رفض تام لبرنامجى من قبل المسئولين فسيتخذون قرارا بإيقاف عرضه من قناة وعرضه على قناة أخرى.. ولكن وفقا لما علمت فقد كان مقررا من قبل الاكتفاء ب15 حلقة فقط حتى يتم عرض مسلسل «حكايات وبنعيشها» لليلى علوى طوال ال15 يوما المتبقية من رمضان وعليه لا يعنى أبدا استجابة المسئولين فى ماسبيرو لهذه الحملة بدليل أنهم طلبوا منا كفريق عمل بالبرنامج تصوير 13 حلقة للعرض بعد عيد الفطر. * ولكن ألا ترين أن كلامك يتنافى مع الواقع خاصة أنك قمت بتسجيل 30 حلقة للعرض طوال رمضان؟ قمنا بتسجيل أكثر من 30 حلقة ولكن ما ذكرته هو وفقا لما علمته من المسئولين فى ماسبيرو الذين لا يزالوا يساندوننى حتى الآن فهم يؤمنون بموهبتى وأحظى بكامل دعمهم إلى جانب أننى لا أعزف منفردة فهناك مخرج مصرى وهو خالد شبانة وفريق إعداد مصرى لا يقتصر دورهم على إحضار الضيوف كما كتب البعض بل يكتبون سيناريو الحلقات وأنا أنفذ واعترف أننى أحيانا أقوم بعمل إضافات لكننى ملتزمة بما هو مكتوب إضافة إلى أن البرنامج يعرض مسبقا على الرقابة التى لم تعترض على شىء فى البرنامج. * ماذا يحدث لو فوجئت بقرار من المسئولين فى التليفزيون المصرى بإيقاف البرنامج على كل قنواته؟ لا شىء.. فإذا توقف البرنامج فأنا مستمرة وإذا لم يعرضه التليفزيون المصرى فسوف يتم عرضه على قنوات أخرى، خاصة أن هناك قنوات بالفعل تعاقدت على عرضه بعد عيد الفطر.. والدنيا لن تتوقف عند تجربة، خاصة أنه لا يزال لدى الكثير لأعطيه.. وعلى كل حال أنا أرى أن ما يحدث ما هو إلا بروباجندا لإفشال البرنامج، خاصة أنه حقق نجاحا «مكسر الدنيا» وكنت أتوقع بحق أن يشكرنى الجميع على الجهد الذى بذلته بدلا من مهاجمتى بهذا الشكل.
