فى كل مرة يزداد إعجابى بفكر إدارة الأهلى وثقتى بقيادة حسن حمدى فى التعامل مع الملفات الساخنة والقضايا الشائكة، فقد ضربت هذه الإدارة المثل فى التعامل مع مشكلة مباراة الشبيبة بالجزائر، وأغمدت النيران قبل أن تأكل الأخضر واليابس فى ظل التوتر السائد بين جماهير البلدين، فقد حاول البعض من أصحاب النفخ فى النار أن يستمروا فى ألعابهم غير الأخلاقية فى إشعال الموقف من جديد إثر حادث أتوبيس الأهلى الذى تم تحطيمه على يد قلة من الجماهير الجزائرية وبعض المشاغبات التى حدثت أثناء المباراة، ومع اعترافنا بأن هناك تجاوزات حدثت من جانب الأشقاء إلا أن الأهلى لم يرد أن يعطى الفرصة لمن يزيدها اشتعالا وراح يتعامل مع القضية بمنطق احترافى لم نتعود عليه من قبل، فقد أثبت حقه فى المباراة عندما أبلغ مراقب المباراة بما حدث مع إرفاق تقرير طبى بالحادث، واستدعاء المحافظ ومدير الأمن ورئيس النادى الذين تقدموا جميعا باعتذار رسمى يثبت صحة ما حدث من تجاوزات، وأعترف لولا وجود حسن حمدى وتعامله بحكمه على رأس بعثة الأهلى لما عرفنا ماذا يحدث لنا وكيف نتعامل مع الموقف، على أساس أننا نتعامل مع مثل هذه المواقف بشىء من العصبية والصوت العالى وفى النهاية يضيع الحق وتتوه القضية. ومن اللافت للنظر أن تعامل إدارة الأهلى مع الأزمة التى كان من الممكن أن تحدث آثارا عكسية وتؤدى مرة أخرى إلى سوء العلاقة بعد تحسنها بعض الشىء هى أن الأهلى «وأدها» قبل أن تتعامل معها وسائل الإعلام بطريقتها فخرجت تصريحات المسئولين على قدر مسئوليتهم، ووصفوا هذه الحوادث بأنها فردية ولن تؤثر على علاقات الحب والود بين الشعبين، ولهذا تم إخماد ثورة الفضائيات بشىء من الذكاء ومنع مثيرى الفتن ومروجى الشائعات واصحاب الأبواق الكاذبة من إشعال نيران الغضب والفتن حتى من تكلموا عن ردود الأفعال فى الجزائر والحملة التى شنتها بعض الصحف هناك، لم تفلح لأننا ولأول مرة نتعامل بعقولنا وليس بعواطفنا. ولهذا فلابد وأن نبدأ صفحة جديدة من الحب والود وإعادة روح الإخوة بيننا وبين الجزائريين فى مباراة الأهلى مع الشبيبة يوم 29 من أغسطس بالقاهرة، والعمل على تقديم صورة المصرى الحقيقى الذى يظهر وقت الأزمات ويبرهن على أنه الكبير الذى يغفر لأخيه الصغير. يا عالم اجعلوها مباراة حب ومتعة. اعكسوا روح الود والإخوة بين الأشقاء اخمدوا نار الحقد والكراهية فى الفضائيات تماسكوا، ولا تفرقوا....من أجلنا وأجلكم..!