ترى أنها امرأة فوق العادة، تعشق الدخول فى المناطق الشائكة، وتبحث دائما عن الأعمال المثيرة، تطارد الأدوار الصعبة فهى الضائعة، والإمبراطورة، وامرأة فوق القمة، وشهد الملكة، وامرأة هزت عرش مصر، ومن هنا لم يكن غريبا أن يلقبها النقاد بنجمة الجماهير، فهى التى احتلت ولسنوات طويلة قمة الإيرادات قى دور السينما، إنها الفنانة نادية الجندى التى تحمل تاريخها الفنى كله فى مغامرة جديدة على شاشة التليفزيون مع «نازلى» أولى ملكات مصر فى العصر الحديث، وحول تلك الشخصية التى أحاطت بها العديد من علامات الاستفهام، وتلك السنوات التى قضتها الملكة فى المنفى، والتحديات التى واجهها هذا العمل، كان معها هذا الحوار.. سألتها: لماذا «نازلى» الآن؟ لدينا أجيال جديدة لا تعرف أى شىء عن تاريخ بلادها، ومن خلال مسلسل «ملكة فى المنفى» نستعرض فترة مهمة من تاريخ مصر، ونقدم من خلال قصة حياة الملكة نازلى العديد من الشخصيات التى عاشت فى عصرها وكان لها تأثير كبير فى الأحداث المهمة، التى يمكن لشباب اليوم أن يتعرف من خلالها على هذه المرحلة التاريخية، وشكل الحياة فيها وكيف كانت تدار الأمور فى مصر. ولكن هناك أعمال أخرى قدمت شخصية الملكة نازلى من قبل مثل مسلسل «الملك فاروق»، فما الذى يمكن أن تضيفه نادية الجندى لهذا الدور؟ فى مسلسل «الملك فاروق» كان فاروق هو الموضوع، وكانت نازلى الملك الأم فى مرتبة ثانية بالنسبة للأحداث، ومن هنا كان التركيز على خطين دراميين فقط فى هذه الشخصية، وهى علاقتها بابنها الملك وكيف كان لها تأثير كبير عليه، وكذلك علاقتها الخاصة برئيس الديوان أحمد باشا حسانين، ولكن فى مسلسل «ملكة فى المنفى» نقدم حياة نازلى كاملة، ومنذ طفولتها وحتى رحيلها، ونركز على السنوات التى عاشتها فى المنفى بعد خروج الملك من مصر وهى الفترة التى لم يتطرق لها أى عمل آخر. تردد أنك قبلت المشاركة فى المسلسل فقط لأنك تجسدين فيه دور الملكة؟ قبلت الدور لأن نازلى شخصية ثرية فهى امرأة عاشت حياة صعبة منذ طفولتها، وتحملت الكثير من الضغوط بعد زواجها من الملك حيث سجنت فى القصر وتعرضت لمعاملة سيئة من جانب زوجها، وبعد وصولها للقمة مع تنصيبها ملكة على مصر عادت لتواجه من جديد آلام النفى والغربة بعد خروج الأسرة المالكة من مصر، كما أن نازلى شخصية فريدة جدا فهى سيدة تعلم كيف تصل لما تريده، وهى التى وضعت الملك فاروق على العرش رغم الحروب التى تعرض لها وظلت تؤازره وتسانده مستخدمة علاقاتها القوية والمتشعبة، فهى كانت تحظى باحترام حزب الوفد والنحاس باشا، وحاولت التقريب بين فاروق وشعبه من خلال حزب الأغلبية. ولكن هناك العديد من المناطق الشائكة فى حياة هذه الملكة مثل علاقتها الخاصة برئيس الديوان، وما تردد عن ارتدادها عن الإسلام خلال سنوات المنفى، فكيف يتناول المسلسل تلك الموضوعات؟ أولا أحب الإشارة إلى أننا فى المسلسل نقدم حالة إنسانية، ونبدأ بتقديم الظروف التى عاشتها الملكة نازلى، والتى قد تبرر بعض التصرفات التى ارتكبتها سواء وهى ملكة، أو بعد خروجها من القصر، وفى النهاية فإن نازلى امرأة وإنسانة لها أخطاء وإيجابيات، وفى المسلسل نقدم رحلة حياتها بكل ما فيها سواء إيجابية أو سلبية، ما دام هناك سند تاريخى يمكن الاعتماد عليه فى عرض تلك الأحداث، وأحب أن أقول هنا إن الكاتبة راوية راشد قد تقصت كل الحقائق، وفيما يخص الأحداث التى تدور فى المنفى، حيث كانت الوحيدة التى حصلت على وثائق من الحكومة الأمريكية حول حياة الملكة فى الولاياتالمتحدة، وكتابها «ملكة فى المنفى» صدر فى الأسواق منذ سنوات ولم يعترض عليه أى شخص وهذا يؤكد أنه لم يتضمن معلومات غير صحيحة. وماذا عن زواج ابنتها الأميرة فوزية من القبطى رياض غالى؟ هذا سؤال مهم ستجيب عنه أحداث المسلسل، وستكشف الحقائق وتبين كيف تم زواج فوزية ورياض غالى، وحقيقة الروايات التى تعلقت بارتداد الملكة وابنتها عن الإسلام. ومن أين استقيت معلوماتك عن تفاصيل شخصية الملكة نازلى؟ قرأت الكثير عنها وفى المقدمة كان كتاب راوية راشد الذى يضم تفاصيل كثيرة عن نازلى وحياتها. وكيف ترين شخصية نازلى بعيدا عن العرش والجاه والسلطة؟ أراها مأساة، وإنسانة ذاقت طعم الظلم والقسوة، وألتمس لها بعض العذر فى كثير من القرارات التى اتخذتها وكانت مثار جدل حولها، وأعتقد أن الجمهور سيتعاطف معها بعد انتهاء عرض المسلسل. يرى البعض أنك اهتممت بمظهر الشخصية من ملابس وإكسسوارات والماكياج، أكثر من الاهتمام بالتفاصيل الداخلية، فما تعليقك على هذا؟ بالفعل اهتممت كثيرا بالتفاصيل الخاصة بمظهر الشخصية، وحرصت على البحث فى شبكة الانترنت والكتالوجات والصور القديمة عن موديلات أزياء ومجوهرات الأسرة المالكة فى مصر ليستوحى منها هانى البحيرى أزياء المسلسل، كذلك نفذ شريف السرجانى مجوهرات حقيقية من الذهب والألماس الحر لتظهر فى أحداث المسلسل وهى المجموعات التى سنقوم بإقامة معرض لها بعد انتهاء عرض المسلسل، ولكن هذا لم يشغلنى إطلاقا عن دراسة تفاصيل الشخصية للتعرف على طريقة تفكيرها، وكيف تكون ردود أفعالها تجاه المواقف التى مرت فى حياتها، فأنا ممن يهتمون بكل التفاصيل لأنى مؤمنة بأن أى تفصيلة مهما كانت صغيرة من شأنها أن تضيف للعمل أو تأخذ منه، ومن هنا أحرص على أن يكون كل شىء على أعلى مستوى، وهذا سر حرصى على وجود الماكيير محمد عشوب الذى يضع لمسات تضيف للشخصية التى أؤديها. ولكن حتى الأحداث فى المسلسل سريعة ومتلاحقة بشكل لا يعطى الممثل فرصة للإبداع؟ ربما يكون ذلك فى الحلقات الأولى التى نقوم فيها بتقديم الشخصيات، والظروف التى أحاطت بنشأة الملكة، ولكن ذلك سيتغير فى الحلقات التالية، والتى ستركز على حياتها خارج مصر. وما ردك على من يقول بأن المسلسل فيه إهانه لسمعة مصر؟ أقول إن مصر أكبر من نازلى وأكبر من أى عمل فنى، ولا يمكن أن ينال منها جملة حوار أو مشهد فى مسلسل، ولكن من يروج لمثل هذه العبارات يريد النيل من مسلسلنا باستباق الأحداث، فدعونا نرى المسلسل حتى آخر حلقاته وبعدها نرى إن كان هناك ما يسىء لمصر وسمعتها أم لا.. يرى النقاد أنك نقلت شخصياتك السينمائية إلى شاشة التليفزيون فما ردك على هذا الرأى؟ لا أرى أن هناك فرقا كبيرا بين السينما والتليفزيون، فأنا أبحث عن الشخصية التى أقدم من خلالها موضوعا يهم الناس، ومن هنا جاءت الكثير من شخصياتى حاملة لهذا الحس التاريخى السياسى، فقدمت حكمت فهمى، سامية شعراوى، ولكنى أرى أن شخصية نازلى مختلفة تماما عن أى شخصية قدمتها من قبل، سواء من حيث الحجم أو الأهمية، فأنا فى المسلسل أجسد شخصية أول ملكة لمصر فى العصر الحديث، وأقدم من خلالها فترة مهمة من تاريخ مصر، كذلك على مستوى الدراما أرى أن نازلى شخصية مأساوية. ولكنكِ قدمت فى فيلمك «امرأة هزت عرش مصر» شخصية قريبة الشبه من نازلى؟ التشابه فقط فى الأجواء التى تحيط بالشخصية، والأحداث التى تدور فى القصر والبلاط، ولكن لا وجه شبه بين نازلى الملكة، وأم الملك وبين نهى رشدى الوصيفة فى البلاط، ونهى كانت شخصية مؤثرة ومحركة للأحداث من حولها ولكنها فى النهاية مواطنة من العامة لها أحلام وتطلعات فى السلطة والمركز، لكن نازلى ملكة تقود وتتشارك فى شئون الحكم، وهو أمر مختلف تماما. وما مدى تدخلك فى المراحل المختلفة للعمل؟ لدى من الخبرة ما يجعلنى أستطيع تكوين رؤية خاصة للعمل، وتتيح لى هذه الخبرة التدخل فى مراحل العمل المختلفة، ونحن فى كواليس «ملكة فى المنفى» عقدنا جلسات عمل لمدة 5 أشهر ناقشنا فيها كل التفاصيل، وكان لى تحفظات وإضافات وافق عليها المخرج والمؤلفة واتفقنا بشأنها، لأن الجميع يسعى لتقديم العمل فى أفضل صورة. وأى المشاهد كنت تحسبين حسابها قبل التصوير؟ أعمل حساب كل لقطة، وأتعامل مع كل المشاهد باعتبارها «ماستر سين»، وأرى أن معظم مشاهد المسلسل صعبة لأنها رغم هدوئها إلا أنها تعبر الصراعات الداخلية، وتصور الخلافات بين أفراد العائلة، وأذكر منها مشهد تقبل نازلى ليد الأميرة شويكار وإبدائها الود تجاهها، والذى صاحبه تبادل نظرات تعبر عن أشياء أخرى غير هذا الود.