وصلت إلى ميناء بورسودان، أمس، سفينة الشحن السورية «إم. فى. سيريا ستار» وعلى متنها البحارة المصريون والسوريون، الذين تعرضوا للاختطاف على يد قراصنة صوماليين، قبل أن يفرج عنهم بجهود فرنسية وأوروبية، مساء أمس الأول. وأفرغت السفينة حمولتها من السكر (18 إلف طن) فى الميناء السودانى، وفق خط سيرها المحدد سلفا. وفى اتصال هاتفى مع « الشروق» قال أحد البحارة المصريين بعد وصوله على متن السفينة إلى بور سودان، إنه لم يشاهد السفينة المصرية المخطوفة منذ أكثر من أسبوع. مؤكدا أن المخابرات الفرنسية تدخلت بشكل مباشر للإفراج عن السفينة السورية التى تقل حمولة لرجل أعمال فرنسى. وحكى البحار قصة اختطاف السفينة، وقال إن «لنشات» القراصنة هاجمت السفينة وهددت بإطلاق صاروخ هاون عليها، ثم صعدوا وهددوا القبطان الذى طالب البحارة بعدم مقاومة القراصنة. وأضاف البحار: «احتجزونا فى غرفة بالسفينة، حتى وصلنا إلى الساحل الصومالى، وبعدها بساعة واحدة أبلغونا أنه سيتم الإفراج عنا فورا وسنغادر لكى نكمل رحلتنا بشكل طبيعى». وقال البحار إن إدارة الشركة المالكة للسفينة أبلغتهم بقرار صرف مكافآت لهم «تعويضا عما شاهدوه فى الرحلة الأخيرة». وكشفت مصادر بالشركة المالكة للسفينة، أن رجل الأعمال الفرنسى مستورد شحنة السكر أجرى اتصالا بأحد الوزراء الفرنسيين، وبعدها قامت المخابرات الفرنسية بعدة اتصالات مباشرة مع القوات الدولية المرابطة بخليج عدن، وفى نفس الوقت التقى رجال مخابرات فرنسيون بأحد زعماء القبائل الصوماليين، واتفقوا على الإفراج عن السفينة ثريا ستار قبل قيام القوات الدولية بخليج عدن بمهاجمة القبيلة الصومالية التى ينتمى إليها القراصنة. وانتقدت مصادر أمنية سيادية طريقة تعامل القوات الدولية الموجودة فى خليج عدن مع أزمة اختطاف السفينة المصرية بالصومال. وأكد المصدر أن الإفراج عن السفينة السورية وتعاون القوات الدولية والحكومة الفرنسية من أجل رجل أعمال فرنسي، وتجاهل السفينة المصرية يكشف سياسة الكيل بمكيالين فى تعامل القوات الدولية بمنطقة خليج عدن. وأكد عبد المجيد مطر، مدير شركة البحر الأحمر للملاحة، مواصلة المفاوضات المكثفة مع الوسطاء الصوماليين للإفراج عن السفينة «سويس»، نافيا ما نشرته إحدى الصحف أمس عن إبلاغه أسرة أحد البحارة المختطفين أنه ليس جهة تفاوض. وقال أحمد محمد فريد، شقيق أحد البحار المخطوفين على السفينة المصرية وخال بحار آخر، إن أخاه وابن أخته أرسلا إليهم استغاثة عبر الهاتف المحمول أمس يستغيثون فيها بانقاذهم خلال 24 ساعة، وإلا قتلهم القراصنة. وأضاف: طالبونا بتوصيل أصواتهم للخارجية المصرية، وفتح قنوات الاتصال بين الشركة وبينهم. وانتقد فريد تقاعس القوات الدولية فى خليج عدن، ورفضهم التدخل للإفراج عن البحارة المصريين، وقال: كشفت الأزمة عن ضياع كرامة المصرى، فلو كانت القوات الدولية تريد الإفراج عن المصريين لفعلتها.