معالجة مياه الصرف الزراعى وإعادة استخدامها وتحديث أساليب الرى وميكنة الزراعة، هى محاور أساسية للتعاون المصرى اليابانى فى المرحلة المقبلة، بهدف تعظيم استفادة مصر من مواردها المائية، هكذا أوجز كاورو إيشيكاو سفير اليابان المنتهية خدمته بالقاهرة، قبيل مغادرته مصر قبل يومين. وبحسب إيشيكاو فإن التعاون المصرى اليابانى فى هذه المجالات حقق «نجاحات لا بأس بها» بما أسهم فى تحسين استخدامات المياه بعدد من قرى الدلتا وصعيد مصر خلال السنوات الماضية، ولكن المرحلة المقبلة «ستشهد ما يمكن وصفه بنقلة نوعية فى هذا المجال». ويتركز مشروع التعاون المقبل بين مصر واليابان بالأساس على تدوير أكبر قدر ممكن من مياه الصرف الزراعى ليعاد استخدامها فى الزراعة ثانية، وذلك من خلال استخدامات متطورة لتكنولوجيا الأكسجين فى تنقية وتنظيف مياه الصرف قبل اعادة استخدامها فى الرى. وسيقوم عدد من الفرق الفنية اليابانية بالتعاون مع فرق فنية مصرية بزيارة عدد من المواقع الزراعية التى يمكن البدء بتنفيذ هذا المشروع فيها «مع نهاية العام الحالى أو مطلع العام المقبل».وكان وزير الرى محمد نصر الدين علام قد قال خلال تصريحات عقب اجتماع مع رئيس الجمهورية نهاية الأسبوع الماضى إن مصر تسعى للتوسع فى إعادة تدوير المياه من 5 مليارات متر مكعب حاليا إلى نحو 7 أو 8 مليارات متر مكعب خلال نحو ستة أعوام. إلى جانب ذلك حسبما أضاف إيشيكاوا فإن التعاون اليابانى المصرى سيشمل عرض الخبرة اليابانية فى مكافحة هدر المياه من خلال قنوات الرى عن طريق تطوير بناء هذه القنوات من خلال تقنيات «بسيطة ولا تحتاج إلى الكثير من الموارد المائية أو الخبرات الفنية المعقدة». ويقول مسئول بوزارة التعاون الدولى إن الاستفادة من الخبرة اليابانية فى المجالات المتعلقة بتطوير ورفع كفاءة استخدام المياه هى جزء أساسى من السعى المصرى لاحتواء أية مشاكل مائية يمكن أن تواجه مصر بالنظر إلى تزايد حاجة الاستخدامات المائية على الموارد المائية. ويقول مسئول بوزارة الخارجية المصرية إن القاهرة تعلم أن حسم الخلاف بين دول منابع النيل ودول المصب (مصر والسودان) يمكن أن يستغرق وقتا وبالتالى فلابد من العمل المكثف «منذ الآن للاستفادة القصوى من ال55 مليار متر مكعب التى تحصل عليها مصر سنويا».