«الساق على الساق فيما هو الفارياق» كتاب نقدى ساخر يجمع بين السيرة الذاتية والرواية صدر فى باريس بالعربية 1855 للغوى والمترجم اللبنانى أحمد فارس الشدياق الذى نال من التهميش قدر ما نال كتابه. أعادت الأديبة رضوى عاشور الاعتبار لهذا الكتاب الذى تضافرت فيه عناصر الموروث الأدبى العربى، مع سبر أعماق اللغة بقدر ما يضيف اليها الجديد، فهو أول من أدخل الكثير من المسميات العربية التى نستخدمها الآن ومنها (الجامعة، الجريدة، الاشتراكية، الملهى... وغيرها). حيث تعتبره عاشور النص الأدبى الأقوى والأغنى فى تاريخ الأدب العربى، فقامت بإنجاز كتابها النقدى «الحداثة الممكنة: الشدياق والساق على الساق» الذى تم توقيعه مساء أمس الأول بمكتبة الشروق بالمهندسين. تحاول د. رضوى فى كتابها اقتراح شكل تراه مفيدا للقراءة الأدبية. ورغم أن الكتاب متخصص فى النقد الأدبى كما تقول د. رضوى إلا أنه يخاطب المهتمين بالثقافة العربية، وأدبها بشكل عام، وهناك أيضا عدة أسئلة يطرحها نص الشدياق الأصلى تحاول عاشور الإجابة عنها فى كتابها وأهمها هى قضية «الحداثة الكولونالية» أو «معضلة النهضة» القائمة على استشراقية للذات التى تسلم بانحطاط الأنا وتخلفها شرطا من شروط النهضة والتحرر. ويناقش الكتاب هذه الحداثة فى ضوء موقف المؤسسة النقدية من الشدياق، ويميز بينها وبين حداثات ممكنة لا يتقيد برؤية واحدة لتنظيم حياة البشر وتاريخهم وإنتاجهم الثقافى.