عن دار الهلال المصرية، صدرت رواية "الغزالة" التي وصفها النقاد بأنها بمثابة عمل سردي مميز يتضمن الكثير من التراث الإنساني الفكري والصوفي والأدبي. وهذه الرواية تختلف عن غيرها من الروايات ، حيث نجح الكاتب في التجرد من زمن معين وفصل نفسه عنه، حتى يكون له حرية في الحديث عن الفساد والتواطؤ بين رموز للسلطة وبين المجرمين من أجل المال. وبالرغم من اللغة التي توحي في غالبها بأنها تتحدث عن عالم قديم إلا أنها تزخر بأمور حديثة كالسيارات والبنادق الرشاشة وغيرها."الغزالة" تعد رواية رمزية ، فهي في أحيان كثيرة تبدو أقرب إلى الروح التي لا تقهر خاصة حيث يسعى الحاكم المستبد إلى صيدها فيعصاه الأمر كما يصعب أو يستحيل تدجين الأرواح. وأحيان أخرى يجد القارىء نفسه في مواجهة فيض من الأمثال والقصص الشعبية، ولكن بعد صياغتها بأسلوب أكثر تأنقا من الطابع الشعبي.والواقع أن الكاتب يستشف الروح الكامنة وراء كثير مما في الحياة اليومية ويتلقف ما في مشاعر الناس وخواطرهم وما عبروا عنه أحيانا بكلامهم أو شعرهم الشعبي. "الغزالة" تحمل إلينا الفكر والفلسفة والتصوف والخيال الشعبي وأمورا كثيرة أخرى ولقد أبدع الروائي في كيفية صياغتها ، حيث أضفى عليها الكثير من الإبداع والعمق والإيحاء من دون أن يغفل المتعة الفنية بحيث يتوق القارىء لمعرفة ما يأتي بعد كل ما يقال من كلام ، مهما كان قليلا.