ساعة ونصف الساعة فى بيت عمدة قرية سللنت بالدقهلية أسفرت عن جمع 5 تفويضات لترشيح جمال مبارك للرئاسة. كانت الساعة قد تجاوزت السادسة مساء فى نهاية يوم وصفه، قبل أن يبدأ، مجدى الكردى منسق «ائتلاف» دعم نجل الرئيس لخلافة والده، بأنه سيشهد مسيرة «ضخمة». فى منزل العمدة لم يظهر سوى أعضاء الائتلاف القادمين من القاهرة والمنصورة، ومد بعض أهالى القرية أيديهم من الباب الصغير للمنزل، ببطاقة الرقم القومى لأحد أعضاء الائتلاف، قبل أن يتراجعوا ليقفوا مع الأطفال فى الخارج. سمير سلامة، عضو منبر الوسط فى زمان بائد سبق ظهور الأحزاب عام 1976، يحكم القرية منذ 7 سنوات. فتح بيته للكردى وأصحابه، فهو «يحب الرئيس مبارك لأنه رجل حكيم ووقى مصر من شر المخاطر الخارجية». لكن الرجل يعتقد والكلام له أن «الرئيس نفسه يستريح، يبقى الأولى منه جمال اللى اتربى فى البيت السياسى». بدأ العمدة ترتيبات الزيارة منذ أسبوع. يشير سلامة لرجل أبيض ممتلئ يخاطب أعضاء الائتلاف بحميمية ويتبادل معهم أرقام الهاتف «ده هيثم بيه، بيظهر وقت مابيحصل أى تجمعات علشان يراقب الأمن ويحفظ النظام». لم يكتب للمسيرة أن تسير. «قعدت مع مدير أمن الدقهلية 8 ساعات، قلت له ساوينى بالبرادعى، قال لى آسف، دواعى أمنية». فى المنزل المجاور تجلس خضرة ربة المنزل على سلم بيتها تسأل «هى اللمه دى ليه؟ علشان علاء مبارك؟». دقائق ويغادر الكردى بيت العمدة تاركا وراءه «رزم» من التفويضات ليجمعها العمدة لاحقا. الكردى الذى جمع قبل ساعات 30 تفويضا فى قرية شبرا صورة بالشرقية وتعدادها 12 ألفا يقول إن هدفه جمع 400 ألف تفويض لصالح نجل الرئيس من كل محافظة. الكردى صاحب مبادرة دعم جمال مبارك ضد البرادعى وأيمن نور والرئيس مبارك نفسه، حير الصحفيين قبل أن يعثروا عليه صباح الجمعة. «أنا فى لاظوغلى، بشرب شوية شاى على القهوة»، هكذا جاء صوت مجدى الكردى عبر الهاتف ردا على من ينتظرونه منذ ساعة للانطلاق إلى المحافظات. ظهر الكردى مرتديا بدلة رمادية تتدلى منها سماعة هاتفة المحمول، التى لا تفارقه، للتنسيق بين سيارتى الميكروباص ومستقبليه المنتظرين فى الشرقيةوالدقهلية. حقيبة جلدية فى اليد اليسرى وسيجارة فى اليمنى. أعضاء «الائتلاف» يوزعون ملصقا دعائيا يحمل اسم الحملة وشعار «توافق لا تناحر». إشارة إلى سيارة تاكسى، يتوقف السائق، يسرع ليلصقها له على «الباربريز»، سائق آخر وهكذا. تتعطل حركة المرور. «خلى أيمن نور ييجى يتفرج»، يطلقها الكردى بحماس قبل أن يضيف وهو يشير إلى 4 سيارات تاكسى متوقفة تطلق كلاكسات غاضبة رغبة فى المرور. «أظن رد فعل الناس باين وإقبالهم على الحملة واضح». الكردى هو المنسق العام، فنى ميكانيكى، يبلغ من العمر 54 عاما. كان يعمل فى شركة المقاولون العرب قبل عشر سنوات قبل أن يحال للمعاش المبكر «بسبب المضايقات الأمنية» كما يعتقد. فالرجل كان عضوا فى حركة كفاية التى كانت تنادى لا للتمديد ولا للتوريث». لكن كفاية فى رأيه فقدت شرعيتها بعد انتخاب الرئيس فى 2005 أما التوريث «فى ظل تعددية مش توريث». منذ 6 أشهر وهى عمر حملته كما يقول، يوزع خلالها يومه بين محل البن الذى يملكه فى المقطم، وبين الدعاية لنجل الرئيس مبارك. ويعتقد الكردى أن «جمال لو نجح هينفذ مطالب الائتلاف» ويجرى انتخابات ديمقراطية ويحارب الفساد. لكن اليوم والكلام للرجل «جمال مجرد مسئول عن لجنه فى حزب»، أو كما يقول زميله أيمن النزورى «مجرد موظف. لو كان وزير كنا نحاسبه على تدهور حال البلد». والإصلاحات الاقتصادية التى يروج لها الحزب الوطنى والسياسات التى يرسمها جمال مبارك من موقعه القيادى بالحزب الحاكم؟ يرد بأنه «مش شايف حاجة، أنا عايز واقع ملموس على الأرض». أما «إنجازات جمال» فهى كما يصفها من خلال جمعية المستقبل فقط. الكردى الذى يتبرأ من الحزب الوطنى يعتقد أن جمال عليه أن يختار بين «جماهيره الوفية أو الاحتماء بالوطنى»، ويطالبه بذلك خوض المنافسة على الرئاسة المقبلة حتى وإن كانت أمام والده.