رغم التراجع المتوقع فى صافى أرباح أوراسكوم للإنشاء والصناعة لتصل إلى 558 مليون دولار خلال العام الحالى، مقابل 720 مليونا فى العام الماضى، يتوقع تقرير إتش سى أن يشهد نشاط الشركة نموا فى مجال الأسمدة، وأن تحميها تعاقداتها السابقة فى مجال الإنشاءات من التراجع، الذى يشهده هذا القطاع فى ظل الأزمة الاقتصادية. ويتوقع بنك استثمار إتش سى أن تحظى أوراسكوم للإنشاء والصناعة بنصيب من التوسعات فى مشروعات البنية التحتية، التى أعلنت عنها عدد من الحكومات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى إطار حزم للإنعاش اقتصادى، التى تطرحها فى مواجهة الأزمة. ولن يتم إلغاء أعمال الإنشاءات التى تعاقدت عليها أوراسكوم، ولم تنفذ بعد إلا فى أضيق الحدود، رغم توقعات إتش سى بتراجع فى التعاقدات الجديدة للشركة خلال 2009. ويرجع ذلك لعدة عوامل، أولها قوة المركز المالى لعملاء الشركة، إذ تمثل التعاقدات السيادية، التى تكون الحكومات فيها هى الطرف المتعاقد، 67.6% من إجمالى المشروعات، التى تم الاتفاق عليها ولم تدخل مرحلة التنفيذ. من جهة أخرى تتميز تعاقدات الشركة بالتنوع فى مستويات الإنشاءات ومواقعها. كما إن أوراسكوم تدخل فى مشروعات ذات طابع استراتيجى تبعا لتقرير إتش سى، حيث تمثل البنية التحتية والمشاريع الصناعية 69.3% من تعاقداتها. وأخيرا فإن أوراسكوم ليست معرضة إلى حد بعيد لخطر إلغاء التعاقدات السابقة نظرا «لانخفاض نصيب دبى من هذه التعاقدات (6.8% من إجمالى المشروعات المتعاقََد عليها)»، حيث تشهد دبى فى ظل انعكاسات الأزمة العالمية عليها أعلى نسبة فى المنطقة لإلغاء المشاريع العقارية المخطط لها. أما فى مجال الأسمدة فإن أوراسكوم تراهن رهانا ناجحا فى رأى إتش سى، حيث يتيح لها هذا القطاع فرصا جيدة للنمو. فالشركة «تتمتع بعقود طويلة الأجل للغاز الطبيعى بأسعار تنافسية، تسمح لها بالحفاظ على مستويات منخفضة من التكاليف وهوامش أعلى للربح»، كما يقول التقرير. ويدعم تراجع المعروض العالمى من الأسمدة توسعات الشركة فى هذا المجال، «إذ اتجهت عدة شركات عالمية لإغلاق أبوابها خلال عام 2008، بسبب الأزمة العالمية، خاصة فى روسيا والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، كما تراجعت الصادرات الصينية من الأسمدة بعد فرضها رسوما مرتفعة على التصدير» مع الأخذ فى الاعتبار أن الصين تمد السوق العالمية بحوالى نصف احتياجاته من الأسمدة، وقد أدت هذه التطورات إلى تراجع المعروض العالمى، مما يشير لاتجاه الأسعار للارتفاع، ومن ثم لزيادة أرباح أوراسكوم، بالإضافة لما يتيحه لها من دخول أسواق جديدة أتاحها خروج بعض المنتجين. وفى مقابل تراجع العرض يشهد الطلب على الأسمدة تحسنا من بداية 2009، وهو ما انعكس على الأسعار التى عادت للارتفاع بعد تراجعها الكبير فى النصف الثانى من العام الماضى. ويدعم مكانة أوراسكوم فى هذا المجال توسعها فى صناعة الأسمدة النتروجينية (اليوريا) بشكل خاص، وهو النوع الذى يعتبر تقرير إتش سى أن خطر تراجع الطلب عليه يعتبر منخفضا نسبيا. وتمتلك عائلة ساويرس 54% من أسهم الشركة، بينما يتم تداول 46% من أسهمها البالغة 214.8 سهم فى البورصة بشكل حر.