ربما تكون مشاعر الاستياء بسبب المشاكل الاقتصادية أو العرقية وراء هجوم بدا وكأنه هجوم لأناس غير محترفين استهدف موكب محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني أمس الأربعاء. ويتحدى أحمدي نجاد - وهو واحد من أكثر رؤساء إيران تسببا في الانقسام منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 - عقوبات أكثر صرامة بسبب البرنامج النووي لبلاده لكنه يتعرض لانتقادات من الإصلاحيين والمحافظين على حد سواء بسبب سياساته الخارجية والاقتصادية. وتسببت إعادة انتخابه التي أثارت جدلا كبيرا في يونيو عام 2009 في قيام احتجاجات بالشوارع قضت عليها تماما قوات الأمن بقيادة الحرس الثوري. وحث المرشحان المهزومان مير حسين موسوي ومهدي كروبي أنصارهما على تجنب العنف. وقال مصدر في مكتب الرئيس، إن أحمدي نجاد نجا من الهجوم دون أن يمسه سوء عندما ألقيت عبوة ناسفة بدائية على موكبه أثناء سيره في مدينة همدان بغرب البلاد. ونفت بعض وسائل الإعلام الإيرانية وقوع أي هجوم على الإطلاق أو قللت بشدة من حجم الهجوم مقارنة بتقاريرها المبدئية عن الانفجار. ثم عدلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء تقريرها بعد أن كانت قد ذكرت أن رجلا ألقى قنبلة بدائية قائلة إن رجلا "متحمسا" أشعل ألعابا نارية بسبب سعادته برؤية الرئيس. ولم ترد بيانات رسمية حول الجهة التي ربما تكون مسئولة عن الانفجار كما لم تعلن أي جهة مسئوليتها. وتراوحت التكهنات بشأن الجناة المحتملين بين أجهزة مخابرات أجنبية ومتشددين إيرانيين عرقيين وخصوم آخرين لأحمدي نجاد داخل إيران. وربط تيودور كاراسيك المحلل الأمني في مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينجما) التي تتخذ من دبي مقرا بين الحادث وبين "مشاعر الاستياء المتصاعدة" تجاه حكم أحمدي نجاد حتى بين بعض من أشد أنصاره، وأضاف "حدث هذا (الانفجار) في منطقة إقليمية من المفترض أن يكون أكثر شعبية فيها. إذا كان يتسبب في إثارة استياء الناس هناك فهذا شيء ليس جيدا. الآن ينقلب المحافظين ضده بسبب الاقتصاد والوضع الذي أصبحت فيه إيران بسبب المجموعة الرابعة من العقوبات (التي فرضتها الأممالمتحدة)". ولم تحدث محاولات اغتيال سابقة مؤكدة للرئيس الإيراني. وفي ديسمبر عام 2005 نفت السلطات الإيرانية أنباء عن استهداف أحمدي نجاد بمحاولة اغتيال في منطقة بلوخستان المضطربة في جنوب شرق البلاد. وقال مصطفى العاني وهو محلل أمني مقيم في دبي إن الهجوم "لم يكن منظما بشكل جيد. إنها محاولة فردية وليست جماعية" وأشار إلى مشاعر استياء بين الأكراد أو البلوخ كسبب محتمل. وتوقع أن يستغل أحمدي نجاد هذا الهجوم كدليل على أن أعداء خارجيين يستهدفونه. ومضى يقول إن الإيرانيين "سيلصقون الاتهام بالأمريكيين أو الإسرائيليين". وكان أحمدي نجاد قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الإسرائيليين يستهدفونه. وقال خلال مؤتمر عقد في طهران يوم الاثنين الماضي "الصهاينة الأغبياء استأجروا مرتزقة لاغتيالي". وقام الرئيس الإيراني الذي يسعى لإتباع سياسات تستهدف استمالة رضا الجماهير بجولات في الأقاليم أكثر من أي من أسلافه وعادة ما كان يقدم للمواطنين أموالا نقدية أو قروضا أو مشاريع تنمية محلية لتعزيز نسب التأييد التي يحظى بها. يذكر أن إيران - خامس أكبر مصدر للبترول في العالم - بدأت تشعر بالمتاعب الاقتصادية في الوقت الذي تضيف فيه الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات الخاصة بهما إلى جانب عقوبات الأممالمتحدة التي تم فرضها في يونيو.