نقلت صحيفة هآرتس الإسرئيلية عن ويلهيلم ديتل، عميل المخابرات الألمانية السابق في الشرق الأوسط، قوله إن عملاء المخابرات العرب مشغولون بحماية الأنظمة الحاكمة، وبالتالي ليس لهم أهمية. وقد أصدر ديتل كتابا مؤخرا بعنوان "جيوش في الظل: المخابرات السرية للعالم الإسلامي" وفيه يكشف عن المخابرات السرية في الدول الإسلامية، خاصة في الدول العربية. ووصف ديتل في كتابه وكالات المخابرات في الدول العربية أنها مختلفة تماما عن الأجنبية، "فالمخابرات الألمانية مثلا تهتم بجمع المعلومات الإستراتيجية والسياسية والعسكرية لفهم وتقييم قوة الآخر، على عكس ما تفعل المخابرات في الدول العربية التي ترى أن مهمتها الأولى هي حماية الأنظمة الحاكمة والحاكم، ومن ثم تستخدم قسوة بلا حدود للقيام بمهمتها تلك". وأكد ديتل على أن أفراد المخابرات في الدول العربية فوق القانون. وأوضح ديتل الذي عمل لمدة 11 عاما عميلا لمخابرات ألمانياالغربية أن الصلاحيات المطلقة التي يمتلكها عملاء المخابرات العرب قد تكون السبب وراء الكشف عن شبكة التجسس في لبنان. ويرى ديتل أن المخابرات الإسرائيلية فشلت في لبنان، والآن أصبحت المخابرات اللبنانية أوفر حظا وأكثر احترافية في لبنان من إسرائيل. وقد زار ديتل سوريا ولبنان ومصر والسعودية، وقابل إرهابيين وقادة عسكريين وعملاء مخابرات وسياسيين، كما كانت وظيفته أن يتجسس، ويجمع المعلومات من دول الشرق الأوسط كلها لصالح ألمانيا، حتى لو كان ذلك عن طريق رشوة القادة العسكريين أو تعريض حياته للخطر. وفي 1982، ألقي القبض عليه بالقرب من مدينة حما السورية بعد المذبحة التي قام بها النظام الحاكم السوري ضد بعض عناصر الإخوان المسلمين الذين حاولوا قلب نظام الحكم. وأفرج عنه بعدها، عندما فشلت المخابرات من التأكد من صحة المعلومات.