مصدر بالوطنية للانتخابات ل"فيتو": 74 منظمة محلية ودولية تتابع العملية الانتخابية    "الداخلية": ضبط 4 أشخاص بحوزتهم مبالغ مالية وكروت دعائية تمهيدا لتوزيعها على الناخبين ببدر    المشاط تشهد توقيع اتفاقية بين "القومي للحوكمة" و"المقاولون العرب" لتعزيز منظومة التدريب    المشاط ورئيس المقاولون العرب يشهدان توقيع اتفاقية لتعزيز منظومة التدريب    حماس تعلن تسليم جثة أسير إسرائيلي عثر عليه وسط قطاع غزة    بعد تصرفه المسيء، لاعب سلة الاتحاد السكندري تحت 16 عاما يعتذر للأهلي    خبر في الجول - انطلاق المحادثات مع ليفربول وسيتي بشأن موعد انضمام صلاح ومرموش لأمم إفريقيا    رمضان صبحي يكشف خلال جلسة محاكمته بالتزوير أسباب تحويله أموالا للمتهم الرابع    أوتاكا ضيف الحلقة الجديدة من برنامج "فضفضت أوي"    تأجيل عرض مسرحية يحيى الفخراني "الملك لير" هذا الأسبوع.. ما السبب؟    بعد نجاحهم في مسلسل "6 شهور" .. مروان فارس ومصطفى ليشع والمخرج مصطفي صولي معا في "دافنينه سوا" قريبا علي WATCH IT    خاص| أستاذ صدر: موجة الإنفلونزا «شديدة الأعراض» لكنها ليست خطيرة.. فيديو    محافظ الجيزة: تطوير عيادات الصف والبدرشين والبراجيل    وكيل توفيق محمد يفجر مفاجأة بشأن انتقاله للأهلي في يناير    إضراب جزئي لعمال "الغاز الطبيعي الحديثة" بقنا للمطالبة بالتثبيت والحد الأدنى للأجور    مراسل إكسترا نيوز بالدقهلية: انتظام العملية الانتخابية وسط إقبال متزايد    تأجيل محاكمة الصغير المتهم بإنهاء حياة صديقه بالمنشار في الإسماعيلية    الوطنية للانتخابات: استبعاد أي تعطّل مع الساعات الأولى لليوم الثاني من الاقتراع    ضبط 15 طن دقيق في حملات تموينية خلال 24 ساعة    صلاح مصدق يفسخ عقده مع الزمالك من طرف واحد    525 ألف مشجع يطلب شراء تذاكر مباراة الجيش الملكي ضد الأهلي    وزير التعليم الإيطالى: أشكر مصر على الاهتمام بتعليم الإيطالية بالثانوية والإعدادية    وزير التعليم: أتوجه بالشكر للرئيس السيسى تقديرا على اهتمامه البالغ بالتعليم    تكريم عمار الشريعي بلمسة أوركسترا بريطانية    مراسلة إكسترا نيوز بدمياط: تنظيم وانسيابية فى اليوم الثانى لانتخابات النواب    الداخلية تضبط مدير كيان تعليمي وهمي بالدقي بتهمة النصب على المواطنين    الداخلية تضبط 3 متهمين بجرائم سرقات متنوعة في القاهرة    وزير التعليم: أتوجه بالشكر للرئيس السيسى تقديرا على اهتمامه البالغ بالتعليم    توافد الناخبين بالأزبكية والتجمع الخامس للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب    العنف الرقمي ضد النساء.. إرهاب صامت يهدد الملايين    القناة 14 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية برية جديدة داخل غزة في حال لم تعلن حماس تفكيك سلاحها وخروجها من القطاع    مكتب الإعلام الحكومي يوثق بالأرقام: مؤسسة غزة تورطت في استدراج المُجوّعين إلى مصائد موت    وزارة الدفاع الروسية تعلن تنفيذ ضربة واسعة خلال الليل استهدفت منشآت أوكرانيا العسكرية والصناعية ومنشآت الطاقة    بعد تصنيف «كارتل الشمس» إرهابية.. أمريكا تستعرض قواتها قرب فنزويلا    مغادرة مئات شاحنات المساعدات معبر رفح البري إلى كرم أبو سالم لدعم أهالي غزة    إقبال كثيف على لجان شبين القناطر في اليوم الثاني لانتخابات النواب    "القومي للمرأة" يطلق غرفة عمليات متابعة سير العملية الانتخابية    الصين: أجواء المكالمة الهاتفية بين شي وترامب كانت "إيجابية وودية وبناءة"    الموضوع انتهى.. خالد الغندور يكشف تفاصيل مشادة تريزيجيه وبن شرقي    انسيابية عالية وإقبال كثيف.. الشباب والمرأة يتصدرون المشهد في القليوبية | فيديو    استقبال 2245 حالة بعيادات طب الأسنان بجامعة بني سويف خلال الشهر الجاري    رئيس جامعة المنصورة: المشاركة في الانتخابات حق دستوري وواجب وطني    محاكمة فضل شاكر أمام المحكمة العسكرية اليوم    الافتاء توضح حكم الامتناع عن المشاركة في الانتخابات    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية بمستهل تعاملات جلسة منتصف الأسبوع    باسل رحمي: نعمل على مساعدة المشروعات المتوسطة والصغيرة الصناعية على زيادة الإنتاجية والتصدير    شريف إكرامى يؤازر رمضان صبحى فى جلسة محاكمته بتهمة التزوير    التمثيل التجاري: 17.378 مليار دولار أمريكي حجم التجارة بين مصر والصين    وزير الصحة يلتقي وفد اتحاد الغرف التركية لبحث التعاون الصحي والاستثمار المشترك    الزراعة تطلق حملة لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية في الثروة الحيوانية    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر والقنوات الناقلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في محافظة قنا    عزيز الشافعي يخطف الأنظار بلحن استثنائي في "ماليش غيرك"... والجمهور يشيد بأداء رامي جمال وروعة كلمات تامر حسين وتوزيع أمين نبيل    دعاء وبركة | أدعية ما قبل النوم    البيان الختامي لعملية التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. المرحلة الثانية    هل يجوز للزوج الانتفاع بمال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    وزارة الأوقاف الفلسطينية تُشيد ببرنامج "دولة التلاوة"    بث مباشر.. مانشستر يونايتد ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي 2025/2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متاعب أوباما مع أصحاب الشركات الكبرى
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 07 - 2010

قبل أربع وسبعين عاما، كان فرانكلين د.روزفلت، أحد أبطال باراك أوباما، أقرب من أى رئيس أمريكى آخر إلى إعلان الحرب على أصحاب الشركات فى أمريكا. إذ قال فرانكلين روزفلت متوعدا «نعلم الآن أن سيطرة الأموال المنظمة لا تقل خطورة عن سيطرة الرعاع المنظمين. إنهم يجمعون على كراهيتى وأنا أرحب بكراهيتهم».
والأمور ليست على هذا القدر من السوء تماما بالنسبة للسيد أوباما ولا يحتمل أن تصبح كذلك فى أى وقت. وفى الحقيقة، ربما تكون العلاقات أقل سوءا مما صوره البعض فى الفترة الأخيرة. ولكن بالنسبة إلى رئيس نجح فى الوصول إلى السلطة، قبل 18 شهرا فقط، بمساعدة أكبر حملة جمع تبرعات على الإطلاق، متضمنة رقما قياسيا من تبرعات قاطنى وول ستريت المنتمين إلى «الأموال المنظمة»، فالتوتر مازال واضحا.
ولم ينحصر الاستياء فى قطاع المال، الذى بدأ يحول ولاءه إلى الحزب الجمهورى حيث وعد الأخير بإلغاء مشروع قانون إعادة التنظيم المالى، المقرر أن يصدق أوباما الأسبوع المقبل على إصداره. فمن طَرق المعادن إلى الاتصالات السلكية واللاسلكية، انضم قادة الشركات إلى جوقة من يعتقدون أن الرئيس أوباما «معاد للشركات».
دخل الرئيس فى مواجهة مع وول ستريت وشركات التأمين الصحى وصناعة النفط. متحدثا عن «جشع المؤسسات» واتهمته الغرفة التجارية الأمريكية بأنه «يشوه صورة القطاع الخاص». وفى الأسابيع القليلة الماضية، انضم إلى الغرفة التجارية أطراف أقل تحزبا، مثل المائدة المستديرة للأعمال، التى تمثل كبريات الشركات.
وحتى الذين اختاروا الانضمام إلى مبادرات البيت الأبيض مثل جيم ماكنيرنى المدير التنفيذى لشركة بوينج للطائرات، والمتزعم الدعوة إلى مضاعفة صادرات الولايات المتحدة خلال خمس سنوات أعلنوا انزعاجهم على الملأ. إذ قال متحدثا إلى كثيرين من القطاع الخاص، أن السيد أوباما يكاد لا يفعل شيئا من أجل إحياء التعاملات التجارية مع كوريا الجنوبية وكولومبيا وبنما، ناهيك عن جولة الدوحة من محادثات التجارة العالمية التى توقفت.
يمكن التفرقة بين ثلاث شكاوى ضد السيد أوباما. الأولى، إنه يحمل القطاع الخاص، المتضرر بالفعل نتيجة للمناخ، بضوابط أكثر مما ينبغى. ويوجد بين أكثرها أهمية مشروعان من مشاريع القوانين المعقدة واسعة النطاق حول الصحة وأسواق رأس المال، فيقول قادة الشركات إن الإصلاحات الخاصة بقطاع الصحة ووول ستريت خلقت التباسا شديدا، وسوف يتولد عنها مئات من القواعد التنظيمية الفيدرالية، ستؤثر على طريقة عمل الشركات. كما يعتبرون أن هذا التباس يفسر وجود رقم قياسى قدره 1800 مليار دولار فى صورة نقود غير مستثمرة، فى خزائن الشركات الأمريكية.
وثانيا؛ هم يشعرون بالقلق بشأن ارتفاع الضرائب. فبالإضافة إلى الرسوم التى تفرضها مشاريع قوانين الإصلاح الكبير، يشيرون إلى وجود مخططات لإلغاء ما أقره جورج بوش من تخفيضات ضريبية لمن تزيد مكاسبهم عن مائتى ألف دولار سنويا، وهو ما سوف يدفع العائد من الضرائب إلى مستويات لم يشهد لها مثيل منذ سنوات كلينتون الأولى.
هناك غضب أيضا بسبب خطوات وقف أحكام تأجيل دفع الضرائب على الأرباح الناتجة عن أنشطة فى الخارج، وهو ما يخفض فواتير الضرائب الخاصة بالشركات متعددة الجنسية فى الولايات المتحدة، رغم أن جميع الاقتصادات المتقدمة تقريبا تحتفظ بنظام إقليمى تفرض فيه ضرائب الشركات على إيرادات نشاطها المحلى فقط.
وأخيرا، تشكو مجموعات رجال الأعمال من افتقار الإدارة إلى شخص يتمتع بخلفية فى مجال الأعمال. فبالإضافة إلى فاليرى جاريت، الصديق الحميم والاستشارى الذى رأس فى يوم ما شركة عقارات فى شيكاجو، يعتمد أوباما بشدة على وزير الخزانة تيم جيثنر، الذى عمل دائما فى الجهاز الحكومى؛ وعلى لورانس سومرز، الذى كان يعمل عادة إما أكاديميا أو موظفا عاما، فيما عدا فترة قضائه فترة قصيرة فى تقديم الاستشارات إلى أحد صناديق التحوط.
ويقول العديد من خبراء الاقتصاد إن الشركات تحجم عن الاستثمارات بسبب نقص الطلب وليست الالتباس الذى يحيط بالقواعد التنظيمية.
ويشير بروفيسور جيفرى سونينفيلد من جامعة ييل أيضا إلى تناقض مجتمع الشركات الذى يدين نشاط الإدارة المفرط بينما يطلب منها أن تهب لإنقاذه كما فعل السيد أوباما من خلال الحوافز الاقتصادية وصناديق إنقاذ البنوك فى العام الماضى. وقدمت الحكومة أيضا دعما طويل الأجل لقطاعات مثل المشروعات الزراعية والدفاع والطيران.
المفارقة، أن كبار المسئولين لدى أوباما يتفقون مع معظم توصياته. وفى لقاء مع الفاينانشال تايمز، اعترف السيد سيدينبرج أن «الخلافات الكبيرة فى السياسات» لا توقف عمل مشروعات الأعمال مع وجود البيت الأبيض وراء الكواليس. حتى إنه امتدح الطريقة التى عولجت بها العملية المعقدة المتعلقة بصياغة القواعد التنظيمية للرعاية الصحية، التى تلت إقرار مشروع القانون فى مارس.
وقال «دعنى أقول بصراحة مطلقة: لسنا فى حرب مع إدارة أوباما. وفى الواقع، من خلال عملى 15 عاما مديرا تنفيذيا لشركة فيريزون، أجد العهد الحالى من أكثر العهود التى مرت بى من حيث انفتاح البيت الأبيض وسهولة الوصول إليه. إننا قادرون على العمل معا على نحو جيد، كما شهدنا حاليا بالنسبة إلى الرعاية الصحية. ونود لو نشهد مستوى التعاون نفسه فيما يتعلق بمشروع قانون أسواق رأس المال والإصلاح الضريبى والمجالات الأخرى».
ويشير المدافعون عن البيت الأبيض أيضا، إلى انتصار السيد أوباما الكبير عام 2008 بعد الحملة التى وعد فيها بكبح تجاوزات الشركات فى سنوات بوش. وحتى النقاد سلموا أن ولايته تضمنت كبحا لجماح وول ستريت. وقال مستشار من خارج نشاط الشركات «تقول الشركات تقول إن أوباما لا يفهم بالتجارة. ولكن هل تفهم الشركات فى الديمقراطية؟ هل تفهم الدور الذى لعبته فى إحداث هذا الانهيار؟».
وتطرح السيدة جاريت التى يبدو أنها قضت نصف عمرها تتحدث تليفونيا إلى المديرين التنفيذيين الموضوع بصورة أكثر دبلوماسية. فتقول فى مقابلة مع جريدة الفاينانشال تايمز «لدينا هدفان. الأول رعاية مناخ يتيح للشركات معاودة النشاط الاستثمارى. والثانى، حماية الشعب الأمريكى والتأكد من تغيير القواعد التنظيمية بحيث لا يتكرر مرة أخرى الانهيار المالى الذى وقع عام 2008».
وحيث تقترب البطالة من تجاوز نسبة التسعة فى المائة، ينتاب الجمهور مزاجا معتما ويبدو وضع الديمقراطيين ضعيفا بالفعل بالنسبة لانتخابات التمثيل النصفى فى نوفمبر. وليست فى حال أسعد. ولكن إذا كان هناك من يتمتع بالفوز بين الشعب الأمريكى، سوف يكون القطاع الخاص.
فقد ارتفعت الأرباح هذا العام بنسبة 36%، كما زادت حصتها فى الاقتصاد عن أى مرحلة سابقة منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت السيدة جاريت «هناك دلائل إيجابية فى الاقتصاد ولهذا حققت شركات كثيرة أرباحا قوية. غير أن البطالة مازالت مرتفعة للغاية. ومازال أمامنا طريق طويل حتى نشهد ترجعها».
وعلى عكس فرانكلين روزفلت، لا يواجه أوباما كراهية معظم أصحاب الشركات. ولكن حزبه يجلب على نفسه استخفاف أكبر عدد من الأمريكيين العاديين مقارنة بأى وقت مضى. وعلى الرئيس أن يولى هؤلاء وليس الغرفة التجارية الأمريكية اهتماما قويًا فى الشهور العصيبة المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.