مبكرا بدأت مشكلات العشوائيات تزحف إلى عاصمة محافظة 6 أكتوبر، المدينة التى تحمل الاسم نفسه، فالسكان يشتكون انقطاعات متكررة فى المياه، ولفترات قد تستمر يومين متصلين.. إنها دائرة العطش، تتمدد صيفا لتبتلع كل موسم مدنا جديدة. مشكلة انقطاع المياه اشتكى منها كثير من سكان المدينة، وفى أحياء متنوعة، وقال بعضهم إنهم كلما اتصلوا هاتفيا بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة وجدوا الخط مشغولا، وإذا حالفهم الحظ مرة وأجابهم أحد الموظفين، كان رده: فيه ماسورة مكسورة وجارى إصلاحها».. أو «محدش يعرف مواعيد قطع المياه». بعض سكان حى البشاير أرجعوا انقطاع المياه بالمدينة إلى الزيادة العمرانية بالمدينة، وعدم وضع خطط للزيادة السكانية المستمرة، وتوقعوا أنه ربما كانت هناك خطة بقطع المياه عن مناطق وتشغيلها فى مناطق أخرى، كنوع من العدل فى الظلم. هؤلاء السكان يضطرون غالبا لشراء «كراتين» مياه معدنية. حتى يلبوا احتياجاتهم الأساسية من الشرب وإعداد الطعام. ورغم أنهم حسبما يؤكدون أرسلوا شكاوى كثيرة للدكتور فتحى سعد محافظ 6 أكتوبر، ولجهاز المدينة، إلا أن أحدا لم يرد عليهم بشىء. من جهته، قال المهندس حسين فضل، نائب رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة، إن احتياجات مدينة 6 أكتوبر من المياه تزداد بشكل كبير نتيجة الهجرة العشوائية إلى المدينة، لأن سكانها تضاعف فى فترة قصيرة، بالإضافة إلى المنتجعات، والمصانع، ومشروع مبارك القومى لإسكان الشباب «ابنى بيتك». وأضاف فضل أن كمية المياه المتاحة للمدينة لا تكفى الاستهلاك، وأن محطة 6 أكتوبر تضخ 270 ألف متر مكعب من المياه يوميا، ولكنها لا تكفى، مشيرا إلى أن محطة الشيخ زايد تنقل يوميا مياها إلى مدينة 6 أكتوبر، أكثر من محطة المدينة ذاتها وتقدر كمية المياه التى يتم نقلها بنحو 350 ألف متر مكعب، وذلك لتلبية احتياجات المواطنين من المياه. وأوضح فضل أن مشكلة المياه فى مدينة 6 أكتوبر «ليست مشكلة شبكات لأن كل مشروع يكون له شبكة خاصة به، ولكن المشكلة فى كمية المياه المتاحة، أقل من احتياجات المشروعات بالمدينة، مؤكدا أن شركة المياه مازالت تقوم بتغطية الاستهلاك. وأوضح أن ضغط المياه فى مدينة 6 أكتوبر يصل إلى الدورين الرابع والخامس وليس أكثر من ذلك، وأن الشركة لا تستطيع فى الوقت الراهن الوصول إلى أدوار أكثر، والمطلوب من قاطنى المدينة تركيب «مواتير» بمنازلهم لكى تصل لهم المياه.