يظل الموسيقار الكبير عمار الشريعى أحد المبدعين فى دنيا الغناء. وبين عام وآخر يطل علينا بإطلالة جديدة تؤكد أنه مبدع مختلف. يتعامل مع النغم وكأنه قطعة من الصلصال يشكلها كما يريد، بالدرجة التى تجعلنا فى حالة حيرة جميلة مما يقدم فهو فى عالم الدراما أشبه برحال يتجول بين البيئات المختلفة لكى ينقل لنا بموسيقاه خبايا تلك البيئة لغة الحارة والسواحلية والطبقة الارستقراطية والصعيدى والفلاح، كلها نماذج قدمها وعلى يده دخلت الموسيقى التصويرية مراحل جديدة لم تكن مؤهلة من قبل باعتراف مبدعين كبار فى هذا الشأن. هذا العام وبالتحديد خلال شهر رمضان الكريم إلى جانب مجموعة المسلسلات التى يضع موسيقاها التصويرية، يقدم الموسيقار الكبير تجربة جديدة وهى أداء شخصية «المسحراتى» لحنا وغناء فى مفاجأة غير متوقعة. كيف تم ترشيحه، ولماذا وافق، وعن مدى تخوفه من المقارنة مع الشيخ سيد مكاوى أفضل من قدم المسحراتى، وكيف سيظهر على الشاشة والشكل الموسيقى؟ كل هذه الأسئلة طرحناها على الموسيقار الكبير لكى يجيب عنها؟ فى البداية قال أعلم أن هناك من سيتربص بى ويضعنى فى مقارنة مع المبدع الراحل الشيخ سيد مكاوى ولكننى فى هذا العمل أقدم رؤية مختلفة مع كل الاحترام للشيخ سيد مكاوى فأنا لن أعارضه فيما قدم ولن استكمل ما قدمه لكننى سوف أعمل بمنطق وفكر جديد لأنه ليس معنى أننى قبلت تقديمه أن أثبت للناس أنه غلط وأنا الأصح لكن تستطيع أن تقول إن «جيلا يسلم جيلا» والدليل أن بيرم التونسى قدم الفوازير وجاء تلميذه واستكمل المشوار بمنهج جديد ورحل صلاح جاهين وجاء ابنه بهاء ليستكمل المسيرة.. الدنيا لا تقف على شخص وأنا فى مسحراتى 2010 سوف أعمل بفكر مختلف تماما بمعنى من يسمع المسحراتى لن يجد هناك فرصة لاتهامى بالتقليد. وقال هناك فوارق بينى وبين الشيخ سيد هناك مناطق إيجابية فى صوته وهناك مناطق إيجابية فى صوتى، على سبيل المثال هو صوته أعرض منى من حيث المساحة، إحساسه جيد.. أما أنا فأمتلك مقومات أخرى فى صوتى غير موجودة عنده. منها التعدد والهارمونى الموجود فى صوتى بمعنى أننى استطيع الغناء بأكثر من أسلوب واستخدام صوتى بأكثر من شكل. وقال الشريعى من أجل الابتعاد عن المزايدات «ياريت تكتب الحلقة الأولى عن الشيخ سيد درويش وفؤاد حداد». وأضاف الشريعى: المسحراتى سيكون مودرن لكنه سيحمل البطاقة المصرية. وسوف تتناول الحلقات بعض القضايا المعاصرة منها مشاكل المرور، وتلوث النيل، والعدالة عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، والمواصلات، والأهلى والزمالك. وحلقة عن الفول المدمس. وقال إن صاحبة فكرة قيامى بالغناء هى عزة مصطفى رئيس القناة الاولى ووقتها قلت لها ياريت نجيب حد يغنى لأن ظهورى مشكلة وليس من المعقول أن أظهر على نفس طريقة الشيخ سيد حيث كانت هناك فتاة تصطحبه أثناء العرض، خاصة أن أول صفة من صفات المسحراتى هى التجول، لكنها صممت على غنائى وفوجئت باتصال من السيدة راوية بياض لتدعم هذا الرأى ورشحت لى المخرج أحمد المهدى، وبالفعل التقينا وأبديت له تخوفى من مسألة ظهورى لكنه وعدنى بعلاج الأمر بتصوير الوجة والانتقال إلى منطقة أخرى سوف يضعها وفقا لتصوره. لكنه فى نفس الوقت صدم عندما علم أن المسحراتى سوف ينفذ بدون موسيقى بمعنى أننى سوف أغنى فقط واستخدم الهارمونى الموجود فى صوتى مع إعادة بعض الكلمات المكتوبة أو الآهات. كما أننا سوف نستخدم العود فى جملة واحدة للدلالة على كلمة مكتوبة فقط فى حين ستكون الطبلة هى البطل فى الحكاية. وفى النهاية، أبدى الشريعى تخوفه وقلقه من هذه التجربة. مشيرا إلى أنه سيظل منتظرا عرضه لمعرفة رأى الجمهور.