كشفت دراسة بعنوان "النوبيون في مصر.. الواقع والصورة الذهنية"، عن تردي الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة عن النوبيين، حيث تظهرهم كحراس عقارات وخدم وسائقين وغير أذكياء. وأكد 15% من المبحوثين، الذين يقدر عددهم ب 59 مفردة من طلاب جامعة القاهرة والمنصورة وعين شمس والجامعة الأمريكيةبالقاهرة وجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، على أن السينما تقدم النوبيين كحراس عقارات وفقراء وغير أذكياء. وأشارت الدراسة التي أجرتها الباحثتان هند عبد الرحمن، بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ومنة محمد قدري، بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة، والتي قدمت في مؤتمر بعنوان "الإعلام وقضايا الفقر والمهمشين.. الواقع والتحديات" عقد بكلية الإعلام الخميس الماضي، على استياء المبحوثين النوبيين من إظهار وسائل الإعلام لهم باعتبارهم أقلية تهدد المجتمع المصري بسعيها للانفصال، وهو ما تم نفيه بحسب نتائج الدراسة. وأعرب المبحوثون الذين أجرت الباحثتان مقابلات معهم، عن تخوفاتهم من تخصيص وسائل الإعلام تتوجه للنوبيين وحدهم، مؤكدين أنها أداة للعزل الاجتماعي والثقافي، وهو ما يتنافى مع رغبتهم في الاندماج في المجتمع. من جهة أخرى، أوضحت الدراسة أن شبكة الإنترنت لعبت دورا مهما في دعم الترابط بين النوبيين للحفاظ على ثرائهم التاريخي، وخصوصيتهم الثقافية عبر مجموعات "الفيس بوك" والمنتديات الإليكترونية. وجاء المطرب محمد منير، ولاعب كرة القدم شيكابالا، والشخصية الكرتونية بكار أكثر الشخصيات النوبية شهرة في وسائل الإعلام، حيث يرى 40% من مفردات العينة أن محمد منير هو أكثر النوبيين شهرة، يليه الشخصية الكرتونية بكار بنسبة 20%، ثم لاعب كرة القدم شيكابالا، فيما اعتبر 75% من العينة أن الاحتفالات والمهرجانات الفلكلورية جزء من الحياة اليومية في النوبة. وأوصت الدراسة بإنتاج أفلام سينمائية تعكس الواقع الحقيقي للنوبيين، وليس كفيلم "مافيا" الذي جسد النوبة كمكان للترفيه والاحتفالات ومزار سياحي فقط لا يعانى من أي مشكلة. يذكر أن الجمعية المصرية النوبية للمحامين، حركت دعوى قضائية ضد المطربة اللبنانية هيفاء وهبي بسبب أغنية "بابا فين" التي أثارت استياء واسعا بين النوبيين لاحتوائها على مقطع بعنوان "القرد النوبي"، إلا أن محامي هيفاء سوى القضية بعد أن قدمت الأخيرة اعتذارا رسميا لهم كما تم حذف المقطع من الأغنية.