قتل 5 أشخاص، الاثنين الماضي، خلال اشتباكات وقعت بين قبيلة المسيرية العربية وسكان محليين في منطقة (ابيي) الحساسة التي سيحدد قاطنوها مطلع العام المقبل ما إذا كانوا يريدون الانضمام إلى شمال السودان أم جنوبه، بحسب ما قالت السلطات المحلية أمس الثلاثاء. وقال دنج اروب كيول، حاكم إقليم (ابيي)، إن "مجموعة من المسيرية تنتمي إلى قوات الدفاع الشعبي (ميليشيات موالية للحكومة) هاجمت قرية تاجلي (الواقعة شمال مدينة ابيي) يوم الاثنين"، وأضاف أن هذه المجموعة "قتلت 4 مدنيين وشرطيا" معتبرا أنه "تكتيك يهدف إلى إفراغ (ابيي) من سكانها قبل الاستفتاء". وتحظى منطقة (ابيي)، التي تقع في قلب السودان، بوضع خاص بموجب اتفاق السلام الشامل الذي أنهى في عام 2005 حربا أهلية دامت 21 عاما بين شمال السودان وجنوبه. ويقضي هذا الاتفاق بأن يجرى في يناير المقبل استفتاءان: أحدهما لتقرير مصير جنوب السودان، والآخر لتحديد ما إذا كانت منطقة (ابيي) ستلحق بولاية بحر الغزال في الجنوب أو بولاية شمال كردفان في شمال السودان. ورغم انه لم يبق إلا 6 أشهر على موعد إجراء هذا الاستفتاء في (ابيي)، فإن السلطات السودانية لم تشكل بعد اللجنة الانتخابية التي ستتولى تنظيمه؛ ما يثير غضب السكان المحليين. وكانت معارك دامية وقعت في مايو 2008 بين الشماليين والجنوبيين في (ابيي) ما أثار مخاوف من اندلاع الحرب الأهلية مجددا. وأحال الشماليون والجنوبيون بعد هذه المعارك خلافاتهم حول حدود إقليم (ابيي) إلى محكمة العدل الدولية التي قررت في يوليو 2009 أن حقول البترول الكبيرة المتنازع عليها لا تقع ضمن نطاق ابيي لتقتصر بذلك مساحة الإقليم على المناطق التي تقيم بها قبيلة الدينكا الجنوبية. غير أن (ابيي)، التي تعتبر ممرا هاما بين الشمال والجنوب، كانت تقليديا منطقة مراعي لقبيلة المسيرية الذين يخشون الآن ألا يتمكنوا من المشاركة في الاستفتاء، وبالتالي أن يفقدوا الحق في استخدام مراعيها.