بدأت محكمة أرجنتينية محاكمة جديدة بحق ديكتاتور سابق و30 متهما آخرين على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال فترة حكم النظام العسكري. وقال مدعون إن المحاكمة، التي تجرى في مدينة قرطبة بوسط الأرجنتين ، بدأت أمس الجمعة بحق المتهم الرئيسي خورخي رفائيل فيديلا "84 عاما"، والأشخاص الآخرين في اتهامات تتعلق ب"الجهاز القمعي لدولة الرعب". كما جاء في الاتهامات أن "الاستيلاء غير الشرعي على مؤسسات الدولة جرى من خلال أنشطة سرية وغير طبيعية بلغت حد القتل الجماعي الممنهج للأشخاص المعارضين". ويواجه فيديلا والجنرال السابق لوسيانو مينديز، اتهامات بالقتل العمد وتعذيب معتقلين سياسيين في الفترة من أبريل حتى أكتوبر عام 1976 . وقال لويس إدواردو دوهالدي، وزير حقوق الإنسان، :"إنه لتقدم كبير في عملية الحقيقة والعدل، أن تتم محاكمة أولئك المسئولين عن أكثر الفترات وحشية في تاريخ الأرجنتين". يذكر أن المحاكمة بدأت بعد 25 عاما من إدانة فيديلا وضباط آخرين في النظام العسكري الحاكم في عام 1985، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، إلا أن الرئيس الأرجنتيني (آنذاك) كارلوس منعم، أصدر عفوا عنه بعد خمس سنوات.وقضت محاكم البلاد والكونجرس بعدها بعدم دستورية مرسوم العفو، ما فتح الباب أمام محاكمات جديدة. ويقدر محققون حقوقيون عدد الأشخاص الذين قتلوا أو "اختفوا" خلال فترة الديكتاتورية، التي انتهت في عام 1983، ب30 ألف شخص.