ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية وتركية، أمس الأربعاء، أن بنيامين بن إليعازر، وزير التجارة الإسرائيلي، التقى سرا أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي - بناء على ضغط من الرئيس الأمريكي باراك أوباما - وذلك في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين التي وصلت حاليا إلى أدنى مستوى لها، بحسب صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو اللقاء، وقال إنه سمح بعقد مثل هذا اللقاء. وأثار الاجتماع غضب أفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي احتج بقوة، وقال إن اللقاء جرى بدون علمه. من جهة أخرى أكد مسئول تركي، اليوم الخميس، أن أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، وبنيامين بن أليعازر، وزير التجارة الإسرائيلي، التقيا سرا في بروكسل لبحث سبل تجاوز الأزمة التي تشهدها العلاقات بين البلدين. وقال المسئول الذي رفض الكشف عن اسمه إن اللقاء بين الوزيرين التركي والإسرائيلي "حصل أمس الأربعاء 30 يونيو في بروكسل بطلب من إسرائيل"، وأضاف: "لقد سبق أن أرسلنا مذكرة إلى إسرائيل نشرح فيها توقعاتنا منهم، وتم تكرار التعبير عن ذلك خلال اللقاء". وحسب المحطة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، فإن بن أليعازر الذي يقيم علاقات شخصية جيدة مع داود أوغلو، التقى الوزير التركي قبل عدة أيام في مكان ما في أوروبا، ولكن بدون تقديم أي تفاصيل حول اللقاء، بينما أكدت صحيفة "هاآرتس" على موقعها الإلكتروني أن اللقاء جرى في سويسرا. وقالت قناة (إن تي في) التركية أن داود أوغلو وبن أليعازر التقيا لأكثر من ساعتين، أمس الأربعاء 30 يونيو، في فندق ببروكسل التي يزورها الوزير التركي لإجراء محادثات حول انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي. ويعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه على المستوى الوزاري بين وزراء أتراك وإسرائيليين منذ هجوم البحرية الإسرائيلية في 31 مايو الماضي على أسطول الحرية، الذي كان يحاول خرق الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وأدى الهجوم الإسرائيلي على سفينة (مرمرة) إلى مقتل 9 أتراك. وأعلن مكتب ليبرمان في بيان، وبدون أن يذكر بن أليعازر أو داود أوغلو، أن اللقاء الإسرائيلي التركي عقد بدون اطلاع وزارة الخارجية عليه وبدون موافقته، وأضاف: "أنها إهانة للمعايير المتبعة وضربة قاصمة للثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء". ومن ناحيته أوضح مكتب نيتانياهو أن رئيس الوزراء أقر طلبا لبن أليعازر بعقد لقاء غير رسمي مع "شخصية تركية"، ونسب في بيان إلى "أسباب تقنية" غياب التنسيق مع وزارة الخارجية. وأفادت محطة (إن تي في) التركية أن داود أوغلو وبن أليعازر اتفقا على إبقاء لقائهما سريا، وعدم نشر مضمون محادثاتهما إلا لرئيسي الوزراء التركي والإسرائيلي، وأن يلتقيا سريا مجددا في موعد لاحق لم يحدد. وأوضحت المحطة -نقلا عن مصدر- أن اللقاء جرى بدون علم ايجيمن باجيس، كبير المفاوضين الأتراك، ومهدي أكير، وزير الزراعة، اللذين كانا في بروكسل مع داود أوغلو، وأضافت أن الوزيرين بحثا وسائل إصلاح العلاقات الثنائية، وأن داود أوغلو كرر موقف أنقرة بوجوب أن تقدم إسرائيل اعتذارا على ما جرى مع السفينة (مرمرة).