بعد يومين من الكشف عن أول مخطط تنظيم هيكلى ل«القدس الموحدة»، وقبل أقل من أسبوع على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى واشنطن، صادقت «اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء» فى القدسالشرقيةالمحتلة على بناء 1400 غرفة فندقية فى منطقة الحرام ما بين حى «تلبيوت شرق» وجبل المكبر فى المدينة. هذه المشروعات الاستيطانية، اعتبرها الدكتور خليل التكفجى مدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية بالقدسالمحتلة فى تصريحات ل«الشروق» عبر الهاتف من المدينةالمحتلة، «قنابل استيطانية» تستهدف «نسف الآمال الفلسطينية فى القدسالشرقية»، فضلا عن «تحويلها من مدينة طاردة إلى جاذبة للمستوطنين اليهود»؛ بغية «الحفاظ على التفوق الديموجرافى اليهودى». ونقلت القناة العاشرة فى التليفزيون الإسرائيلى، التى كشفت عن هذا الإجراء مساء أمس الأول، عن جهة سياسية لم تسمها القول إن هذه المصادقة لا تقل إشكالا عن المصادقة على على 1600 وحدة سكنية فى مستوطنة رامات شلومو شمالى القدس. وكانت وزارة الداخلية الإسرائيلية قد أعلنت عن هذا المخطط فى مارس الماضى خلال زيارة جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكى لإسرائيل؛ ما سبب حرجا بالغا لواشنطن التى كانت تحاول استئناف عملية السلام المتوقفة، ودفع الرئيس الفلسطينى إلى سحب موافقته على بدء مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين. وبحسب التليفزيون الإسرائيلى فإن هذه الغرف الفندقية ستكون ضمن إقامة فندقين فى المنطقة التى لم تكن تخضع لسيطرة إسرائيل قبل حرب يونيو 1967. ولم تكن الدوائر المحيطة بنتنياهو وتلك المحيطة بوزير الداخلية إلى يشاى على علم بالمصادقة على هذا المشروع، رغم أن يشاى هو المسئول عن اللجان اللوائية، وفقا للقناة العاشرة. يشار إلى أنه قبل يومين جرى الكشف عن أن اللجنة اللوائية تعتزم طرح أول مخطط تنظيم هيكلى ل«القدس الموحدة» منذ عام 1967 للمصادقة عليه، فى مسعى لتوحيد إجراءات التنظيم والبناء فى شرق المدينة وغربها، وتوسيع الاستيطان فى الشطر الشرقى من المدينةالمحتلة. ومع توالى الإعلان عن هذه المشروعات، قال الخبير الفلسطينى فى الاستيطان إن «الاحتلال يريد دمج القدسالغربيةوالشرقية.. هذه قنابل استيطانية من النوع الثقيل تستهدف نسف الآمال الفلسطينية فى القدسالشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المأمولة، وترسيخ القدس الموحدة كعاصمة للدولة العبرية». وأوضح أن إسرائيل تسعى إلى «تحويل القدسالشرقية إلى منطقة ألف، أى منطقة يتمتع فيها المستوطنون بإعفاءات ضريبية وغيرها، لتتحول إلى مدينة جاذبة للمستوطنين، عبر تحسين البنى التحتية وإنشاء مناطق صناعية وحدائق». وشدد د.التكفجى على أن «الهدف الأهم لإسرائيل هو الحفاظ على التفوق الديموجرافى اليهودى فى القدسالشرقية، حيث يوجد فى القدس حاليا نحو 200 ألف يهودى مقابل نحو 175 ألف فلسطينى». وإضافة إلى الاستيطان، فإن سير التحقيق الإسرائيلى فى هجوم القوات الخاصة (الكوماندوز) الإسرائيلى الدامى على أسطول «الحرية لغزة» نهاية الشهر الماضى، ربما يكون أحد البنود الرئيسية على جدول أعمال لقاء أوباما ونتنياهو فى السادس من الشهر الحالى. ووفقا للقناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى، فقد هدد رئيس اللجنة القاضى المتقاعد فى المحكمة العليا ياكوف تيركل بالاستقالة إذا لم يتم تحويل «اللجنة العامة المستقلة»، التى بدأت أعمالها رسميا الاثنين الماضى، إلى لجنة تحقيق حكومية تتمتع بسلطة رفع توصية بفرض عقوبات شخصية ضد المسئولين السياسيين والعسكريين، وتعيين عضوين إضافيين إلى الأعضاء الثلاثة والمراقبين الأجنبيين الاثنين الذين يشكلون اللجنة. وبحسب صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس فإن نتنياهو يفكر فى الاستجابة لمطالب تيركل.