أكد حسن الترابي، رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني، الذي أفرج عنه أمس الأربعاء 30 يونيو، بعد 45 يوما من الاعتقال أنه لا يعرف أسباب اعتقاله، ولا الإفراج عنه في اليوم ذاته المصادف لذكرى الانقلاب العسكري للرئيس عمر البشير الذي كان مرشده. وقال الترابي من منزله في المنشية بالخرطوم "إنها المرة الأولى التي لا أتوقع فيها أن يتم اعتقالي، بالطبع أنا لا أزال ضد الدكتاتورية وأعرف أنني إذا ما أدليت بتصريح شديد اللهجة فإنهم قد يعتقلونني"، وأضاف "لكني فوجئت لأن الحملة الانتخابية كانت قد انتهت والحكومة كانت تريد أن تعطي لنفسها صورة الحكومة المنتخبة". وبعد أن كان أحد مرشدي الجنرال عمر حسن البشير، أصبح الترابي أحد أشد خصومه بعد أن أبعد من السلطة في 1999. وحسن الترابي (78 سنة) ذو اللحية القصيرة البيضاء والخطيب المفوه، كان قد تعرض للاعتقال عدة مرات في الأعوام الأخيرة دون أن يتوقف عن انتقاداته اللاذعة للنظام. ووصف في الآونة الأخيرة أول انتخابات تشريعية وإقليمية ورئاسية تعددية منذ 1986 في السودان التي أدت إلى إعادة انتخاب البشير رئيسا بنسبة 68% من الأصوات، بأنها "مزورة".ولم يترشح الترابي عن حزبه، حزب المؤتمر الشعبي، للانتخابات الرئاسية وترك ذلك لعبد الله دينج نيال المنحدر من جنوب السودان ذي الأغلبية المسيحية. وكان تم اعتقاله في 15 مايو بعد نشر صحيفة (رأي الشعب) المقربة من حزبه مقالات شككت في شعبية الرئيس البشير، وأشارت إلى وجود مصنع في ضواحي الخرطوم لإنتاج أسلحة لإيران، وأضاف الترابي وسط تقاطر أقاربه لتهنئته بالإفراج عنه، "ربما لأجل ذلك تم اعتقالي، لكني لست رئيس تحرير الصحيفة ولا صاحبها". وتابع "لم يفسر لي أحد أبدا أسباب اعتقالي، وفي السجن تم عزلي تماما عن باقي المعتقلين". واتهم 4 صحفيين من صحيفة (رأي الشعب) بالإرهاب في هذه القضية. ولا يزالون مسجونين في سجن كوبر حيث كان الترابي معتقلا. فيما نددت منظمات لحقوق الإنسان بهذه الاعتقالات التي شغلت الناس في أكبر بلد أفريقي مساحة، وطلب العديد من المعارضين ووسائل الإعلام الأسبوع الماضي بالإفراج عنهم وذلك أثناء اعتصام نظم في مقر حزب الترابي. وبعيد خروجه من السجن، قال الشيخ حسن الترابي: "إن المعاناة أصبحت نمط حياة ل8 ملايين شخص في دارفور" مشيرا إلى أن الأمل ضعيف في تحقيق السلام في هذه المنطقة، وأضاف: "أنا مع وحدة السودان لكن هناك فرص ضئيلة للإبقاء على الوحدة" إثر الاستفتاء حول مصير الجنوب المقرر في يناير 2011.