كشفت دراسة طبية حديثة بدولة الإمارات العربية المتحدة عن انتشار مجموعة من السلالات القاتلة لبكتيريا "حرب الخليج"، في عدد من المستشفيات بإمارة أبو ظبي، وأكدت أن هذه السلالات تتميز بقدرتها الكبيرة على مقاومة المضادات الحيوية. وذكرت الدراسة أن البكتيريا المعروفة علمياً باسم "أسنتوباكتير باوماني" لا تشكل أي خطر تقريباً على الأشخاص الأصحاء، ولكنها يمكن أن تتسبب في أمراض خطيرة للأشخاص الذين تعرض جهازهم المناعي لخطر فعلي، مثل ضحايا الحروق أو المرضى الذين يتم تزويدهم بأنابيب القسطرة أو التنفس، كجزء من علاجهم، نظراً لأن علاج هذه البكتيريا صعب للغاية؛ كونها مقاومة للعديد من المضادات الحيوية. بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية وتناولت الدراسة، التي أجرتها باحثة بجامعة الإمارات العربية المتحدة، بعنوان دراسة بكتيريا أسنتوباكتير باوماني المقاومة للمضادات الحيوية في مستشفيات أبو ظبي على المستوى الجزيئي، سلالات من البكتيريا التي يمكن أن تسبب مضاعفات تهدد حياة المرضى في المستشفيات، في حال انتقلت العدوى إليهم. وظهر هذا النوع من البكتيريا لدى العديد من الجنود الأمريكيين الذين أصيبوا خلال المعارك ضد القوات العراقية في حرب الخليج الثانية، أو حرب تحرير الكويت، ولذلك أصبحت تُعرف باسم بكتيريا حرب العراق. وتسبب سلالات خطيرة من هذا النوع من البكتيريا التهابات رئوية حادة، بالإضافة إلى التهابات بالغة في الجروح، وتعتبر شديدة الخطورة في حالات الإصابة بحروق، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي أو أمراض الرئة المزمنة أو المصابين بداء السكري. عقاقير غير فعالة وعلق تيبور تشاكي، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، على نتائج الدراسة بقوله إن الزيادة السريعة في مقاومة المضادات الحيوية، تعتبر واحدة من أكثر المشكلات إلحاحا في مجال الرعاية الصحية اليوم. وأوضح أن العقاقير التي كانت فعالة منذ عقود قليلة أصبحت غير ذات جدوى في كثير من الأحيان في محاربة الأمراض التي تهدد الحياة البشرية. ومن الكائنات الحية التي ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، بحسب تشاكي، بكتيريا "أسنتوباكتير باوماني"، والتي تتميز بقدرة فائقة على اكتساب مقاومة للمضادات الحيوية والمطهرات، مما يشكل مشكلة كبيرة للمستشفيات في جميع أنحاء العالم. نظام حكومي لمراقبة البكتيريا ونقلت صحيفة "ذا ناشيونال"، التي تصدر بالعاصمة الإماراتية باللغة الإنجليزية، والتي أبرزت نتائج الدراسة على صدر صفحتها الأولى اليوم الأحد، عن مسئول بهيئة الصحة بأبو ظبي، قوله إن الهيئة لديها خطط لإقامة نظام لمراقبة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بجميع مستشفيات الإمارة. وأضاف المسئول الحكومي أن إقامة نظام لمراقبة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية يعد أمرا في غاية الأهمية، حيث يسمح بالكشف المبكر عن الحالات المرضية ومدى انتشارها، وبالتالي إجراء التحاليل اللازمة لمكافحة العدوى ومنع انتشارها.