لا ينظر الفنان أشرف عبدالباقى إلى نصف الكوب الفارغ ويفضل دائما التفكير فى النصف المملوء.. فهو على يقين أن القادم أفضل طالما اجتهد الفنان فى عمله.. يحزن قليلا لابتعاده عن السينما التى شكلت ملامح حلمه الأول فى عالم التمثيل لكن سرعان ما يتذكر النجاحات التليفزيونية التى حققها خلال السنوات الماضية، ويتحدث إلى نفسه قائلا: «علىّ بذل المزيد من الجهد لاسعاد المشاهدين». ومن هذا المنطلق اختار أشرف اختراق العديد من القضايا الشائكة التى تشغل الرأى العام وتحتل مساحة كبيرة من همومه على نحو كوميدى فى مسلسل «مش ألف ليلة وليلة» الذى يقوم بتصويره حاليا تمهيدا للعرض فى شهر رمضان المقبل. ألا ترى أن العمل قد يقحمك فى مقارنة مع أسماء كبيرة جسدت شخصية شهريار مثل الفنان حسين فهمى؟ بهدوء شديد يرد: كل الأعمال السابقة المأخوذة عن رواية «ألف ليلة وليلة» لم يكن فيها شهريار بطلا، بالعكس فلم يكن يظهر سوى فى مشاهد قليلة، بينما البطل الحقيقى هو صاحب القصة التى ترويها له شهرزاد، لكن فى هذا العمل سيعرف المشاهدون شهريار وشهرزاد عن قرب لأنهما بطلا القصة بالفعل. وهل جاء اختيار اسم «مش ألف ليلة وليلة» للهروب من تلك المقارنة المتوقعة؟ لم نكن نقصد ذلك أبدا لأننا ندرك جيدا أن المشاهدين بمجرد متابعة الحلقات الأولى من العمل لن يجدوا رابطا مشتركا بين الأعمال السابقة وما نقدمه نحن حاليا.. لكن الاسم جاء ليتماشى مع الطابع الكوميدى للمسلسل، فاسم «مش ألف ليلة وليلة» يعنى أن المسلسل لن يكون حكايات شهرزاد كما كان فى الماضى. وماذا سيكون عليه العمل الحالى إذن؟ العمل له طابع فانتازى، حيث يتحدث عن تمرد شهرزاد على شهريار والقيام بانقلاب عليه للاستيلاء على السلطة، حيث تستغل حالة الفساد الإدارى والظلم الذى يشعر به المحكومون للسيطرة على الحكم فى المملكة، وتنجح فى ذلك بالفعل. ألمح فى كلمة «فساد» إسقاطا واضحا على الواقع الحالى؟ يبتسم أشرف قبل أن يقول: فى هذا العمل نناقش أمة «طابور العيش» والرشاوى وكل ما يمكن أن تتخيله من قضايا معاصرة.. فالعمل عبارة عن سخرية من الواقع الذى نعيش فيه نتيجة كثرة المشكلات المحيطة بنا. ولماذا لم تقدم عملا مباشرا عن تلك المشكلات بدلا من الإسقاط من خلال عمل فانتازى؟ لأن التجربة أثبتت أن العمل الفانتازى الذى يحمل إسقاطا على الواقع يبقى فى الذاكرة وينتزع ضحكات المشاهدين بدرجة أكبر.. فالعمل الفنى كلما كان مباشرا فى تناول المشكلات ضعف تأثيره والعكس، لذلك فإننى لم أتردد فى الموافقة على العمل بحثا عن تخفيف هموم المشاهدين. لكن الرسالة فى هذه الحالة ستكون مكلفة ماديا فى ظل الحاجة إلى ديكورات وملابس مكلفة؟ جهة الإنتاج بالفعل لم تبخل علينا على الإطلاق بل ساندتنا بكل قوة حتى إن قصر شهريار لم يكن مجرد ديكور وفضلنا تصوير مشاهده فى مطعم بسوريا يحمل اسم «ألف ليلة وليلة» وعندما شاهدنا المطعم لأول مرة قلنا وكأنه قد بنى لتصوير العمل فقط.. وقد أمضينا بضعة أسابيع فى سوريا لتصوير عدد كبير من المشاهد هناك قبل أن نعود لاستكمال التصوير فى مدينة الانتاج الاعلامى حاليا. وماذا عن سيت كوم «راجل وست ستات»؟ انتهيت من تصوير الجزءين السابع والثامن من العمل، حيث يعرض الجزء السابع فى شهر رمضان المقبل بينما يعرض الجزء الثامن فى شهر أبريل من العام المقبل. هل هناك جديد يمكن تقديمه فى العمل بعد كل الأجزاء السابقة؟ بالتأكيد، فالأجزاء الأخيرة من المسلسل تحمل الكثير من القضايا والموضوعات المعاصرة التى تحدث على الساحة، ومنها الضريبة العقارية وإنفلونزا الخنازير وأزمة مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر، إضافة إلى كثير من القضايا، منها معاناة الطبقة الفقيرة والمتوسطة وغيرها من المشكلات والقضايا التى نعيش فيها كل يوم. وهل اعتذرت هيفاء وهبى عن المشاركة كضيفة فى العمل لأسباب مادية؟ التفاوض مع هيفاء وهبى كان عن طريق مدير أعمالها وكان قد نقل لنا موافقتها المبدئية غير أن المشكلات التى نشبت بينهما ووصلت إلى ساحات القضاء حالت دون تواصلنا معها وانتهى الأمر لكن لا يمكننى القول إنها اعتذرت لأسباب مادية. ولماذا اعتذر أحمد السقا عن المشاركة أيضا؟ كان من المفترض أن يحل السقا ضيفا بإحدى الحلقات ولكن للأسف حالت ظروف إجرائه جراحة فى الحنجرة وكذلك تصوير فيلمه «ابن القنصل» دون تحقيق ذلك.. لكن هناك مجموعة من النجوم والنجمات حلوا ضيوفا علينا كما هى العادة سنويا، والعام المقبل سيكون معنا شيرين عادل وجومانا مراد ومحمد لطفى وعلاء مرسى وغيرهم. أتشعر أن انغماسك فى الدراما وتقديم البرامج يأتى لتعويض غيابك عن السينما؟ ليس تعويضا بالمعنى التقليدى للكلمة ولكن الكل يعلم حال السينما الآن والأزمة التى تعانى منها والتى قلصت أعداد الأفلام المنتجة سنويا بدرجة ملحوظة، فأغلب الأعمال التى يتم إنتاجها حاليا سبق أن تم التعاقد عليها قبل الأزمة المالية، والآن انخفضت معدلات الانتاج بنسب قاسية، وللأسف الشديد أدى ذلك إلى غيابى المؤقت عن السينما. وهل تشعر بمرارة حيال ذلك؟ أحب عملى جدا.. صحيح أن السينما كانت حلم جيلنا لكن يبقى التليفزيون الأسرع وصولا إلى قلوب المشاهدين، فلن أغفل أبدا أهمية تجربة «راجل وست ستات» التى يطلق عليها كثير من المشاهدين «فاكهة رمضان» ويحرصون على متابعته رغم كثرة دراما السيت كوم المقدمة خلال العامين الماضيين، وكذلك الحال مع مسلسل «أبوضحكة جنان» الذى حقق نجاحا كبيرا لدى عرضه العام الماضى.. كل ذلك يجعلنى بالفعل أشعر بأننى عوضت غيابى عن السينما لكن فى الوقت نفسه أحلامى بالفن السابع لم تنهر ونتمنى تحسن الظروف وعودة السينما إلى الانتعاش من جديد.