يشرب 35 مليون مصرى مياها مخلوطة بالصرف الصحى، منهم مليون مواطن فى أسيوط، حسبما كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات البيئية بجامعة أسيوط مؤخرا. وقال التقرير الصادر بعنوان «تلوث المياه قنبلة موقوتة تهدد المجتمع والبيئة» إن60٪ من مياه القرى المصرية مخلوطة بالصرف الصحى، كما رصد نحو 60 حالة انتهاك للحق فى المياه فى الفترة من أكتوبر 2008 وحتى الشهر ذاته من 2009، توزعت بين مشاكل الرى بواقع 20 حالة، ونقص مياه الشرب بواقع 40 حالة. والتقرير الذى أشرف على إعداده د. أحمد جعيص نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون البيئة وخدمة المجتمع، أشار إلى أن نسبة التلوث فى مصر تزيد على ثلاثة أمثال المعدلات العالمية، وأن الملوثات الصناعية غير المعالجة أو المعالجة جزئيا التى يقذف بها فى عرض المياه تقدر بنحو 5 ملايين طن سنويا. ولفت التقرير النظر إلى أن مصر «قد تواجه مشكلة عوز حقيقى للمياه بحلول العام 2051، فى ظل ازدياد الاحتياجات، وثبات كمية المياه المتاحة بما يتطلب ترشيد الاستخدام على نطاق واسع». وأوضح تقرير جامعة أسيوط «أن هناك العديد من التقارير والدراسات المتخصصة فى موضوع المياه أكدت أنه 100 ألف يصابون بالفشل الكلوى سنويا فى مصر بسبب تلوث المياه». وحدد التقرير حجم المخلفات الصناعية التى تلقى بنهر النيل ب 500 مليون متر مكعب فى العام، بواقع 722 مليون متر مكعب مخلفات سائلة من الصناعات الغذائية، تليها المخلفات الكيمياوية بمقدار 89 مليونا، والنسيج 88 مليونا ثم الصناعات المعدنية 6 ملايين، أما الباقى فصناعات كثيرة أخرى وكلها مخلفات تلقى فى النيل دون معالجة. وتؤكد الدراسات البيئية أن 75% من المخلفات السائلة تجد طريقها إلى النيل والترع وهذا غير المصدر الكبير الآخر للتلوث والذى يتمثل فى التلوث الزراعى حيث بلغت كمية المياه الملقاة فى النيل من مياه الصرف الزراعى المحملة بالمبيدات 5.2 مليار متر مكعب سنويا وهى محملة بالمبيدات الزراعية القاتلة حيث يوجد 37 مصبا للصرف الزراعى تؤدى إلى تلوث كيميائى وبيولوجى وزراعى وحرارى خصوصا أن هناك بعض المبيدات المحظورة دوليا مثل d.d.t لاتزال تستخدم فى مصر إلى الآن تجد طريقها إلى نهر النيل ضمن هذه الملوثات. وتشير تلك الدراسات ايضا إلى أن 08٪ من المبيدات المستعملة فى مصر تتسرب إلى مياه النيل و02٪ إلى الطعام وتكتمل الصورة إذا علمنا أن مصر تستورد 50 ألف طن مبيدات سنويا. من جانبه قال عادل عاشور رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسيوط أن الشركة غير مسئولة عن المخلفات الصناعية التى تلقى بمياه النيل، وألقى بالمسئولية على وزارة الرى، التى تتقاعس عن متابعة المصانع فى صرف عملية المخلفات ويجب تحرير محاضر لهذه المصانع المخالفة، مؤكدا أن شركة مياه أسيوط بها معامل خاصة بها تحلل عينيات المياه بالتنسيق مع مديرية الصحة فى بصفة يومية، نافيا حدوث حالات تسمم فى أسيوط نتيجة سوء حالة المياه.