«حواديت.. حواديت.. حواديت» نداء تعود سكان بيت الحواديت بمكتبة ميريت الواقعة فى شارع قصر النيل وسط مدينة القاهرة على سماعه عندما تدق الساعة ثمانى دقات بتوقيت مساء المدينة. كل يوم ثلاثاء يسمع سكان البيت النداء على أنغام عزف عود حسن زكى وغنائه مصحوبا بصوت أحمد مصطفى ثم يجتمعون على حكايات محمد عبدالفتاح الشهير بكالا بالا. كالا بالا صاحب فكرة البيت ومنظم حواديته يحكى عن مقام سيدى سكر، فى زمان بعيد فى بلد ما.«فى البلد أيام الجد الكبير كان عايش راجل غلبان عنده اربع عيال ومراته وحماته وأمه وحمار كبير شكل الحصان بيشتغل هو والراجل الغلبان وبيصرفوا على الاربع عيال والحريم التلاته.. عم الغلبان كان مسمى الحمار سكر وكان بيحب الحمار زى ما بيحب الأربع عيال والحريم التلاته، وفى نفس الوقت كان العيال والحريم بيحبوا سكر اكتر من الأب وكان اصغر عيل عنده خمس سنين وكان من كتر حبه للحمار مصاحبه وبيقعد يتكلم معاه ويحكيله حواديت ويغنيله غناوى بيسمعها فى الأفراح . وفى يوم مات الأب وقبل ما يموت وصاهم على سكر الحمار وفى نفس الأسبوع مات سكر حزنا على صاحبه. بكى الأولاد وصرخت الحريم وعزتهم الناس فى عائلهم الوحيد بعد موت الأب الغلبان ودفنوا الحمار سكر قدام بيتهم. الواد الصغير بقى قاعد على طول قدام تربة سكر بيعيط ويغنى لدرجة انه بقى ينام بالليل ويكلم التربه ويقوله انا عارف انك سامعنى وانك حاسسنى وحاسس حزنى. الأم والجدتين كانو بيخافوا على الولد الصغير صاحب سكر وبيدوله لمبة جاز عشان تونسه بالليل، بعد شهر واتنين الناس بقت تعدى ع الواد الصغير تسيبله حسنه او لقمه ليه ولاخواته والحريم الغلابة وبعد سنه واتنين بقى كل الناس تعدى تسيب فلوس واكل على ضريح سكر اللى بقى أعلى وعليه شرايط خضرا. وبقى الولد الصغير صاحب الطريقة وكاتم اسرار الناس اللى بيوصل حواديتهم لسيدى سكر وبعد وقت مش كبير أصبح أهل البلد مريدين سيدى سكر أثناء المولد الكبير وأصبحت الأم والجدتين والعيال اللى كبروا هم أهل سكر وأهل الشيخ الولد واصبحوا ذا شأن عظيم فى البلد وامتلكوا كل النذور التى تأتى لسكر وللشيخ الولد الصغير وامتلكوا الأراضى والبيوت والقلوب ونسوا ان سكر كان ومازال حمار مات وخلاص». ينهى كالابالا الحكاية ويأتى بعده كلبظ ليروى عن شارعه الصغير بعين شمس ومغامراته هناك.جزء صغير من الوقت يتم تخصيصه لحكى الحاضرين عن أنفسهم وحياتهم فى التجربة كما يقول كالابالا «أقرب للسامر القديم»، يجتمع الناس ويحكى كل منهم قصة قد تهدف للضحك وقد تهدف للموعظة أو للنقد. يقول عبدالفتاح إنه يهدف من وراء هذه الفكرة جمع التراث والحكايات القديمة كى لا تنقرض. بيت الحواديت مفتوح للجميع بلا تذكرة أو نقود، الشرط الوحيد للدخول أن تملأ العالم حكاوى، بس تكون حكاوى مصرية.