شيع المئات من أهالي قرية القناوية التابعة لمركز قنا، فجر اليوم، جثمان الدكتور أبوالحسن رجب، طبيب النساء والتوليد، الذي توفي داخل معهد ناصر بالقاهرة، متأثرا بإصابته بطلق ناري خلال عودته من المشاركة في قافلة طبية بإحدى قرى مركز دشنا، منذ نحو شهر ونصف الشهر. ووصل جثمان الطبيب الراحل إلى مسقط رأسه في الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث أُقيمت صلاة الجنازة عليه بالمسجد الكبير بقرية القناوية عقب صلاة الفجر، وسط حضور كثيف من الأهالي، وعدد من الأطباء، وأعضاء مجلس نقابة الأطباء بقنا، الذين حرصوا على المشاركة في وداعه الأخير. وقال الدكتور محمود عويس، عضو مجلس نقابة الأطباء بقنا، إن الجنازة شهدت مشاركة واسعة رغم توقيتها المبكر، في مشهد خيم عليه الحزن والأسى، مشيرًا إلى أن الطبيب الراحل كان معروفا بسيرته الطيبة والتزامه المهني، وحرصه الدائم على المشاركة في القوافل الطبية لخدمة القرى والمناطق الأكثر احتياجًا. من جانبها، أوضحت نقابة الأطباء، أن مجلس نقابة أطباء قنا في بيان لها، أن النقابة ظلت على تواصل مستمر مع حالة الدكتور أبوالحسن رجب منذ لحظة إصابته، حيث تابع أعضاء المجلس تطورات حالته الصحية على مدار الساعة طوال فترة علاجه، التي استمرت قرابة شهر ونصف داخل المستشفى، حتى وفاته متأثرًا بمضاعفات الإصابة. وتعود تفاصيل الواقعة إلى إصابة الطبيب بطلق ناري طائش أثناء مغادرته قافلة طبية كان يشارك فيها لخدمة أهالي قرية العطيات التابعة لمركز دشنا، وذلك على خلفية مشاجرة نشبت بين عائلتين بالمنطقة، ما أدى إلى إصابته إصابة بالغة. وتم نقله على الفور إلى أحد المستشفيات، قبل تحويله إلى القاهرة لاستكمال العلاج. وخضع الطبيب الراحل لسلسلة من العمليات الجراحية والتدخلات الطبية المكثفة داخل غرفة العناية المركزة، إلا أن حالته الصحية ظلت حرجة، قبل أن تتدهور خلال الأسابيع الأخيرة ويفارق الحياة متأثرا بمضاعفات الإصابة. وفي حينه تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 4 متهمين من المشاركين في المشاجرة التي أسفرت عن الحادث، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة. وكان محافظ قنا قد أصدر بيانا أمس، نعى فيه الطبيب الراحل، معربا عن خالص تعازيه لأسرة الفقيد وللوسط الطبي بالمحافظة، ومؤكدًا أن ما قدمه الدكتور أبوالحسن رجب من خدمة إنسانية لأهالي القرى سيظل محل تقدير واحترام. كما وجّه المحافظ بإطلاق اسم "الشهيد الدكتور أبوالحسن رجب" على الوحدة المحلية بقرية القناوية، مسقط رأسه، تخليدا لذكراه وتكريما لعطائه ودوره الإنساني في خدمة المواطنين.