سُجّلت ثلاث وفيات جراء مضاعفات الإصابة بالإنفلونزا في محافظة الحسكة السورية، وسط تفشٍ واسع للمرض وارتفاع كبير في عدد الإصابات، معظمها بين الأطفال، ما دفع الإدارة الذاتية إلى تعليق الدوام المدرسي مؤقتاً. وكشف مصدر طبي لموقع «تلفزيون سوريا»، عن استقبال مستشفيات الحسكة ومراكزها الطبية أكثر من 1500 حالة إصابة بالإنفلونزا، بأعراض متوسطة وشديدة بشكل يومي، منذ مطلع الأسبوع الجاري. وذكر المصدر، أن مدينتي الحسكة والقامشلي لوحدهما، تستقبل قرابة ألف حالة إصابة يومية مع تفشي المرض بين الأطفال في المدارس والروضات. فيما قال مصدر طبي من عين العرب، إن المنطقة تسجل 500 حالة إصابة جديدة بشكل يومي بالفيروس، بشكل خاص بين الأطفال. وشهد العالم خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في نشاط الإنفلونزا الموسمية، مع تزايد انتشار سلالة فيروس الإنفلونزا A(H3N2)، التي تصدرت الفيروسات المكتشفة عالمياً. وتزامن هذا الارتفاع مع دخول فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وهي فترة تشهد عادة زيادة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بحسب منظمة الصحة العالمية. وسجلت بيانات المراقبة العالمية أن النشاط العام للإنفلونزا بقي ضمن المعدلات الموسمية المتوقعة، إلا أن بعض المناطق رصدت بداية مبكرة للموسم وارتفاعاً أعلى من المعتاد في هذا التوقيت من السنة، مع هيمنة واضحة لفيروس A(H3N2). وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها رصدت عن طريق التحاليل الجينية، ارتفاعاً سريعاً في سلالة فرعية جديدة من فيروس A(H3N2) تعرف باسم J.2.4.1 أو السلالة K، منذ أغسطس 2025، تميزت بتغيرات جينية متعددة مقارنة بالسلالات السابقة، وانتشرت خلال ستة أشهر في أكثر من 34 دولة حول العالم، باستثناء أمريكا الجنوبية حتى الآن. وأظهرت البيانات الوبائية أن هذا التحور الجيني لم يرتبط بزيادة في شدة المرض أو ارتفاع في معدلات الوفاة، إلا أنه شكل تطوراً لافتاً في مسار فيروس الإنفلونزا A(H3N2)، ما دفع الجهات الصحية إلى تكثيف المراقبة المستمرة.