مع انخفاض درجات الحرارة في ليالي الشتاء، لا يكتفي كثيرون بالاحتماء بالبطانيات، بل يتجهون إلى المشروبات الساخنة بحثًا عن الدفء والراحة. ويتميز المطبخ المصري بثقافة غنية من المشروبات الشعبية المرتبطة بالطقس البارد، تتنوع بين الحلبسة بطعمها الحار والسحلب بقوامه الدسم، لتناسب مختلف الأذواق وتصبح جزءًا من طقوس الشتاء. وتستعرض "الشروق" 4 مشروبات شعبية شتوية، لكل منها جذوره التاريخية وطريقة تحضير بسيطة. الحلبسة.. رفيقة الكورنيش في الشتاء ووفق صحيفة الشرق الأوسط، تعد الحلبسة، أو حمص الشام، من أكثر المشروبات انتشارًا في مصر خلال فصل الشتاء، وترتبط عادة بالتنزه على الكورنيش. ورغم عدم وجود تفسير قاطع لتسميتها، تشير بعض المعاجم إلى أن كلمة "حلبس" تعني الشجاع، وربما ارتبطت بوصف من يتحمل حرارة الشطة المضافة إلى المشروب، وفق ما نقلته صحيفة النهار اللبنانية. وتحضَّر الحلبسة بنقع الحمص صغير الحبات طوال الليل مع تغيير ماء النقع عدة مرات، ثم يُسلق في ماء جديد مع إزالة الريم، ويُضاف إليه خليط من عصير الطماطم والثوم والبابريكا والكمون. وبعد اكتمال النضج يُضبط الملح، وتُقدَّم مع الليمون أو الشطة أو الدقة حسب الرغبة. وفقا لموقع أكلة حلوة. البليلة.. حكاية تاريخية بطعم الشتاء ترتبط البليلة بفترة الصراع بين الفاطميين والأيوبيين، إذ استخدم كل طرف ثقافة الحلوى الشعبية للترويج للأعياد الدينية الشيعية. وتشبه البليلة حلوى العاشورة في اعتمادها على القمح والحليب، لكنها تُقدَّم كمشروب ساخن يُضاف إليه القرفة أو جوز الهند، ما جعلها من أشهر مشروبات الشتاء الدافئة. ووفق موقع إيجيبشان كويزين، يتم تحضير البليلة بسهولة، بسلق كوب من القمح في وعاء عميق مملوء بالماء حتى ثلثيه ويستمر السلق حتى نضوج القمح، ثم يضاف له السكر والحليب مع رش القرفة أو جوز الهند بشكل اختياري على المشروب. السحلب.. من جذور الأوركيد إلى موائد الشتاء يُصنع السحلب من جذور زهور الأوركيد، وعُرف قديمًا كمشروب لدى الرومان، قبل أن يطوره الأتراك في العهد العثماني ليصبح مشروبًا بالحليب يُستخدم كبديل للخمر. ومع اتساع النفوذ العثماني، انتشر السحلب في العالم العربي، ثم انتقل إلى أوروبا في القرن ال17، بحسب موقع اسطنبول إنسايدر. ويُحضَّر السحلب بتسخين الحليب مع السكر على نار هادئة، ثم إضافة السحلب المذاب في قليل من الحليب مع التقليب المستمر حتى يثقل القوام، ويمكن تعزيز نكهته بإضافة ماء الورد. الشاي.. دفء يومي ومزاج مصري دخل الشاي إلى مصر مع الجنود العائدين من الحرب العالمية الأولى، وسرعان ما أصبح مشروبًا يوميًا لدى مختلف الفئات. ورغم محاولات جريدة المقطم التي شنت حربا إعلامية لتقليل إقبال المصريين عليه، إلا أنه ظل الشاي محافظًا على مكانته كأكثر المشروبات شعبية. ولا يقتصر دور الشاي على التدفئة، بل يمتد إلى فوائد صحية متعددة، إذ يحتوي على مركبات تعزز التركيز "مادة الكادتشين"، ومركبات الفلافينويد المضادة للسرطان والزهايمر، بالاضافة لحامض التانيك الذي يرسب الكوليسترول الضار. وتتعدد طرق تحضيره في مصر بين الشاي الكشري، والشاي الصعيدي الثقيل، إضافة إلى الشاي بالحليب أو بالنعناع، ليظل رمزًا لدفء الشتاء وروتين الحياة اليومية.