مرّ ليفربول بنهاية موسم صعبة، لكنها كانت قابلة للتحكم إلى حد كبير بفضل نجاح النادي في الحفاظ على نجمه المصري محمد صلاح خلال الصيف الماضي، وتجنب فقدانه مجانا. خطوة أثبتت أهميتها بعد أن أصبحت إدارة النادي الآن أمام تحدٍ مزدوج: الحفاظ على الأداء الهجومي للفريق وتعويض أي غياب محتمل للنجم المصري في المستقبل القريب. ووفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل المدير الفني أرني سلوت وفريق التعاقدات مع ملف صلاح الحساس، خاصة أن العقد الحالي للنجم المصري يسمح ببيعه في سوق الانتقالات الشتوي المقبل، وهو ما يضع النادي أمام خيارين استراتيجيين: الاستمرار بالاعتماد على صلاح أو استغلال العقد لتحقيق مصلحة الفريق المالية والفنية. وأكدت الصحيفة أن أزمة ليفربول مع صلاح تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة النادي على التخطيط وإدارة الأزمات، مقارنة بما حدث مع مانشستر سيتي الموسم الماضي. فقد شهد السيتي خسارة عدد من أبرز نجومه مثل كيفن دي بروين، جاك جريليش، إلكاي جوندوجان، وكايل ووكر، لكن تعويض هؤلاء اللاعبين تم بسرعة نسبيًا بفضل تألق النجوم الجدد، وعلى رأسهم الفرنسي ريان شرقي الذي سجل نجاحًا ملموسًا مقابل 30 مليون جنيه إسترليني. في المقابل، يبدو تعويض محمد صلاح مهمة شبه مستحيلة، بالنظر إلى مساهماته الضخمة مع ليفربول على مدار ثمانية مواسم، حيث سجل 363 هدفًا ما بين صناعة وتسجيل، وهو رقم يصعب تكراره. ورغم ذلك، يظل النادي بحاجة إلى تجاوز صدمة غياب النجم المصري واستلهام نموذج سيتي في إعادة البناء السريعة والتخطيط المستقبلي. وعلى أرض الملعب، قدم ليفربول أداء هجوميًا جيدًا في غياب صلاح، حيث سجل الفريق سبعة أهداف خلال ثمانية أيام، إلا أن الفريق لا يزال بحاجة إلى تحسين الأداء في الثلث الأخير من الملعب، وزيادة السرعة والفاعلية الهجومية. في هذا السياق، يبرز اسم أنطوان سيمينيو كخيار محتمل لتعزيز الخط الأمامي في سوق الانتقالات الشتوي، إلى جانب أهداف أخرى يسعى النادي لتحقيقها قبل دخول مرحلة فقدان التوازن. يبقى السؤال الأكبر: هل سيتمكن ليفربول من استثمار تجاربه السابقة في إدارة الأزمات والتعاقدات للحفاظ على مستواه، أم أن الفريق سيجد نفسه مضطرًا إلى إعادة هيكلة هجومه بالكامل لمواجهة المستقبل؟ الإجابة ستتضح خلال الأشهر المقبلة، في ظل ضغط المباريات المحلية والأوروبية على حد سواء.