قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن هذه أمسية الاحتفال ب17 قرنا على عقد مجمع نيقية، الممتعة والمبدعة بكل ما فيها من تفاصيل، تبين صفحة من صفحات الدين المسيحي على مستوى العالم كله وكيف تراه الكنيسة القبطية وكيف ترى الأحداث وكيف ترى يد الله التي تضبط كل شيء. جاء ذلك خلال كلمته في احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمناسبة مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية، مساء اليوم، في فناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور أعضاء المجمع المقدس، رؤساء وممثلي كل الكنائس المسيحية في مصر، وممثلي إيبارشيات الكرازة المرقسية بمصر والخارج، بالإضافة لممثلي الطوائف المسيحية في مصر. وأعرب عن ترحيبه بكل الحضور والمشاركين من الكنائس التي تجمعت على أرض مصر ذات التاريخ الطويل والغني بكل أحداثه، موجها شكر خاص للأنبا يؤانس أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية بأسيوط، وسكرتير المجمع المقدس، مؤكدًا أن زيارة أسيوط علامة في تاريخ الكنيسة المعاصر بكل تفاصيلها وتعتبر أهم ما حدث خلال العام 13 لتجليسه في الكنيسة القبطية. كما أعرب عن شكره وإعجابه بكل العروض المقدمة خلال احتفالات الكنيسة عن مجمع نيقية، موضحًا أنها على الرغم من وحدة فكرتها لكنها اختلفت باختلاف زوايا التناول، و تميزت بإبداعها و تقديمها بأكثر من لغة. وأشار إلى أن مجمع نيقية المسكوني الأول والأهم على مستوى العالم يمتلئ بالدروس، وأهمها أن الإيمان والمحبة لا يسقطان أبدًا. وأشار إلى أن هناك عدة دروس يجب أن تستمد من تاريخ مجمع نيقية؛ أولها درس التلمذة التي على أساسها تتقدم الكنيسة وتتقدم الحكمة. أما الدرس الآخر فكان الحوار والمناقشة، فمداولات المجمع استمرت لمدة شهر ، وكل عضو في المجمع يعرض وجهة نظره مدعمة بالآيات بشكل يوضح كيف تستخدم الآيات أحيانًا بشكل سيء. وشدد على أن درس ثقافة الحوار من أهم ما يمكن تعلمه، مشددًا على أن دروس مجمع نيقية لا تنتهي فهي تعلمنا كيف نضع إيماننا أمامنا على الدوام، مؤكدًا أن الكنيسة الأرثوذوكسية المستقيمة في إيمانها لا تمارس دينها في متحف وإنما تستذكره وتتعلم منه. وأشار إلى أن الاحتفال بمجمع نيقية تم بأشكال كثيرة شاركت فيه كنائس مصر بالإضافة لاحتضان مجلس الكنائس العالمي في أرض مصر، لافتا إلى أن انعقاده في مصر كان أكرًا مهما لأن المشكلة كانت على أرضها وكذلك الحل. وتابع: "نشكر الله على المحبة التي تضمنا جميعا كمصريين نعيش على هذا الوطن الغالي وبلادنا مقدسة من خلال العائلة المقدسة التي جاءت وعاشت وسكنت في مناطق كثيرة على أرض مصر؛ فمصر تنتج الأبطال وتحرك التاريخ ولها دور ريادي في العالم المسيحي وافتخارنا بها جعلني أقول دائما إن كل بلاد العالم في يد الله أما مصر فهي في قلبه". وانطلقت فعاليات احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمناسبة مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية، مساء اليوم، في فناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور البابا تواضروس الثاني وأعضاء المجمع المقدس، رؤساء وممثلي كل الكنائس المسيحية في مصر، وممثلي إيبارشيات الكرازة المرقسية بمصر والخارج، بالإضافة لممثلي الطوائف المسيحية في مصر. يذكر أن القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قد أكد في فيديو نشره المركز الإعلامي للكنيسة، أن الاهتمام بالاحتفال بمرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني أمر طبيعي للكنيسة، بحكم أنها كنيسة نيقية حافظت على الإيمان النقي. وقال إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كنيسة الإسكندرية، كانت الأكثر اهتمامًا بهذه المناسبة، وفي إطار ذلك قدمت ثلاث فعاليات مهمة جدًا على مدار سنة 2025 الاحتفالية.