** فازت إنجلترا على صربيا واحتفظت بنظافة شباكها خلال 7 مباريات، ونفذ توخيل مدرب الفريق ما سبق أن صرح به أكثر من مرة وقبل المباراة أيضا، بقوله : «أفضل اللاعبين من اصحاب المهارات الفردية ليس بالضرورة أن يقدموا لنا أفضل فريق». وكان ذلك التصريح فى معرض ضغوط إعلامية عن تشكيل المنتخب ومن يلعب ومن يجلس مع البدلاء، وفى تلك المسألة يصر توخيل على أن فودين وبيلينجهام وكين لا يمكنهم جميعًا البدء فى التشكيلة الأساسية لإنجلترا. وبالفعل أمام صربيا بدأ بكين وراشفورد وساكا وروجرز وجلس بيلنجهام وفودين مع البدلاء. ** تلك فلسفة مدرب يضع حسابات المراكز وفقا للتنظيم الجماعى للفريق. فلا يمكن مثلا أن يلعب بلاعبين مهاجمين لا يدافعان، أو بلاعبى وسط مدافعين أو بلاعبى وسط مهاجمين أو بخمسة لاعبين فى مركز صانع الألعاب. وهو يرى أن فودين الذى يلعب مع السيتى فى الجناح قد لا يناسب ذلك أسلوب لعب المنتخب وهو يرى فودين بديلا لهارى كين ويراه كما يقول اللاعب رقم 9،5 (هذا كلام مدرب منتخب إنجلترا) وهو يربط مهام اللاعبين فى التشكيل الأساسى بالأرقام، فيقول نلعب حاليا بلاعبين فى مراكز 6، و8، و10 و9. هذا هو الهيكل الذى ينضبط مع أسلوبنا وطريقة 4/3/3. ** كيف يجلس بديلا فودين وبيلنجهام وهما من أمهر لاعبى إنجلترا؟ ليست المهارة الفردية وحدها سببا كافيا لوضع لاعب ضمن هيكل فريق أو منتخب. وفى هذا السياق هناك العديد من اللاعبين المهرة والممتازين فى المنتخب وفى أنديتهم أيضا إلا أن خطط المدرب لا تعنى أن عليه اختيارهم جميعا، ويوضح توخيل بقوله: «بعض القرارات الصعبة نتخذها من أجل الفريق، ونفعل هذا ليس لأننا لا نحب ذلك، وليس لأنهم لا يستحقونه فرديًا، لكننا سنبذل دائمًا ما هو الأفضل للفريق، وسنبذل دائمًا ما هو الأفضل للفوز». ** هذا واحد من أفضل المدربين ومن أبناء المدرسة الألمانية الدقيقة فى عملها، ولكن يمكن وضع تفسيرات لصانع الألعاب. فهل هو الرقم 10 بمفهومه القديم. أم أنه صانع الألعاب فى الجناح وفى الوسط، وفى مركز الظهير. وعلى سبيل المثال هل يمكن اعتبار أشرف حكيمى صانعا للالعاب والأهداف فى باريس سان جيرمان وهو يلعب كظهير وجناح أيمن، وأليس فودين صانعا للعب ومثله رودرى فى مانشستر سيتى. وهل صانع الألعاب هو هذا اللاعب الذى يستلم الكرة دائما ويوزعها حسب رؤيته وما يراه من اختيارات تمرير؟! ** إن حسابات المدربين قد تقترب من حسابات توخيل مدرب إنجلترا عموما فى فلسفته «أفضل اللاعبين ليس بالضرورة أن يصنعوا أفضل فريق». وإن كنت أعتقد أن هذا الأمر ليس سهلا لأن توخيل نفسه يتعرض للنقد حين يجلس بيلنجهام وفودين ضمن البدلاء. وربما ستكون هناك حسابات مماثلة عند ييس توروب وفى تلك الحالة قد يجلس مع البدلاء ديانج وطاهر باعتبار أن عاشور لاعب وسط يمكنه بمهاراته نقل أداء الفريق سريعا إلى ملعب المنافس. هل يتخلى توروب عن تعزيز دفاع الوسط الاساسى بمروان أوديانج من أجل إمام عاشور؟ ** يلعب توخيل بتشكيلة 4-3-3، مع وجود لاعب رقم 10 خلف كين وأجنحة سريعة، وكان واضحًا بشأن الأدوار المحددة فى الفريق. وهو يعتبر فودين لاعبًا جناحًا. وكرر أكثر من مرة إن فيل فودين وجود بيلينجهام وهارى كين لا يمكنهم البدء معًا إلا إذا غيّرت إنجلترا نظامها. و يتنافس فودين مهاجم مانشستر سيتى مع بيلينجهام وآخرين على دور محورى. ولا يرغب توخيل فى تقييد أسلوب كين، نظرًا لأن قائد إنجلترا مهاجم صريح لكنه يتراجع إلى الخلف لصناعة الفرص. ومن الأفضل فى تلك الحالة أن يلعب بجواره لاعبين سريعين يمنحاه إختيار التمرير بالحركة والركض. ولاشك أن بيلينجهام وفودين من أمهر لاعبى المنتخب الإنجليزى لكنهما يتنافسان مع مورجان روجرز وإيبيريتشى و هناك منافسة إضافية من كول بالمر ومورجان وايت. وقد غابا عن مباراة صربيا للإصابة. ** يحسم المدربون اختيارتهم وفقا لمعايير عديدة تتعلق بالتكامل بين صفوف الفريق وعناصره، فالفريق فى الكرة القديمة نسبيا كان مثل خلية النحل «شغالات وملكة»: «وفى كرة اليوم أصبح الأمر مختلفا، هناك شغالات وربما ثلاث أو أربع ملكات» إن جاز التعبير وإذا كنت لاعبا مميزا و يمكنك اللعب فى مركزين أو أداء مهمتين فأنت ستكون خيارا رئيسيا. ** هل يملك الكثير من المدربين شجاعة توخيل فى وضع بعض لاعبى الفريق النجوم ومن أصحاب المهارات على دكة البدلاء من أجل الأسلوب التناغمى والتكاملى الذى يلعب به وباعتبار أن أفضل اللاعبين ليس بالضرورة يصنعون الفريق المثالى؟! You sent