شهد مركز المؤتمرات بالمدينة الجامعية في جامعة القاهرة، محاضرة بعنوان: "خطورة الرشوة على المجتمع"، حاضر خلالها الدكتورة ليلى البهنساوي رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب، بحضور الدكتورة عبد الله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمود خليل وكيل مديرية الأوقاف بالجيزة، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلاب. وتأتي هذه المحاضرة، في إطار دورة "التثقيف الطلابي: صحح مفاهيمك"، التي تُقام تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة. وأوضح الدكتور عبد الله التطاوي، أن مواجهة ظاهرة الرشوة تبدأ من ترسيخ القيم الأخلاقية لدى الشباب، مشيرًا إلى أن الجامعة تسعى من خلال دورات التثقيف الطلابي إلى غرس مفاهيم النزاهة والشفافية والمسئولية المجتمعية في عقول وضمائر الطلاب. وأكد أن الرشوة ليست مجرد مخالفة قانونية فحسب، بل هي اعتداء على منظومة القيم التي يقوم عليها أي مجتمع، وعندما تنهار هذه القيم، تتراجع التنمية ويتأثر المستقبل، لافتًا إلي أن نشر الوعي بخطورة الرشوة يُعد جزءًا من رسالة الجامعة التنويرية في بناء جيل واع ومحصن ضد الفساد بكل أشكاله. ومن جانبه، قال الدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة، إن الرشوة من أخطر الأمراض التي تصيب المجتمعات وتشكل خطورة على بناء الإنسان العقلي والوجداني. وأشار إلى دور جامعة القاهرة لتوعية الطلاب بخطورة الممارسات التي تهدد العدالة الاجتماعية وتضعف مؤسسات الدولة. ولفت إلى أن التوعية حول خطورة الرشوة لا يجب أن يقتصر على التعريف بالقوانين والعقوبات، بل يجب أن تمتد إلى صقل المهارات الأخلاقية للطلاب لرفض الفساد والسلوكيات السلبية في حياتهم اليومية. ومن جهته، قال الدكتور محمود خليل وكيل مديرية الأوقاف بالجيزة، إن من يأخذ الرشوة هو شخص يلعنه الله واللعنة تعني الطرد من رحمة الله، مشيرًا إلى أن عدم الإيمان بالقدر وعدم الرضا بما قسمه الله هو ما يدفع الفرد للحصول على الرشوة. وأكدت ضرورة أن يأخذ الفرد بالأسباب وأن يكون ضميره هو المحرك له داخل عمله، لأن الأموال التي تأتي من خلال الطرق غير المشروعة ليس بها بركة مهما تكثر. وفي محاضرتها، أوضحت الدكتورة ليلى البهنساوي، ضرورة الوقوف على مشكلات المجتمع المصري ومحاولة حلها، والحفاظ على القيم التي يحتاج اليها الأفراد خلال حياتهم اليومية. ووجهت الشكر إلى الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف والدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة للتوجيه بتنظيم هذه الندوات من أجل توعية الطلاب بالمشكلات التي يعاني منها المجتمع والعمل على حلها. وتطرقت البهنساوي، إلى تعريف القيم الاجتماعية ودورها في تشكيل سلوك الأفراد داخل المجتمع، وهي مجموعة من المبادئ والمعايير التي تنظم العلاقات بين الناس مثل الاحترام، والتعاون، والصدق، والتسامح. وأشارت إلى أهمية القيم الاجتماعية التي تعزز التماسك الاجتماعي وتسهم في بناء مجتمع متماسك ومترابط، وتوجيه السلوك، والحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز الاستقرار، لافتًة إلى خصائص وعجلة القيم التي تتكون من البيئة والمادة والعمل، والعائلة، والروحانيات، والصحة. وكشفت الدكتورة ليلى البهنساوي، عن تأثير القيم الاجتماعية علي تكوين شخصية الفرد وقراراته ، ودورها في بناء علاقات صحية ومستدامة مع الآخرين، وتحديات القيم الاجتماعية مثل التغيرات الثقافية، والتكنولوجيا، والصراعات الثقافية. وأوضحت تعريف الرشوة والتي تعني تقديم أو قبول شيء ذي قيمة مالية أو عينية أو خدمة مقابل الحصول علي خدمة أو تسهيل أو ميزة غير قانونية وغير مستحقة، والتي تؤثر سلبًا علي الشفافية والنزاهة في التعاملات الحكومية والاقتصادية. واستعرضت بعض الأمثلة علي الرشوة وأنواعها سواء المالية والعيينة والخدمية، ومجالاتها سواء الإدارية والقضائية والانتخابية والتجارية. وأضافت "البهنساوي"، أن الرشوة لها العديد من الآثار سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية مثل تدمير العدالة الاجتماعية، والتأثير السلبي علي الاقتصاد، وفقدان الثقة في المؤسسات، وضعف قيم العدالة والمساواة بين المواطنين، وسوء توزيع الموارد، ورفع تكاليف المشاريع والخدمات العامة وغيرها. وأكدت ضرورة مكافحة الرشوة من خلال تشديد العقوبات، وتعزيز الشفافية، والتحفيز الإيجابي، والتوعية والتثقيف، والتعاون مع الجهات الرسمية، وتمكين المواطنين، وتشجيع المشاركة المجتمعية في مراقبة المشاريع والخدمات العامة.