فقد الشاب أمين كساسي، الناشط المعروف بنضاله ضد تجارة المخدرات في المدينة المتوسطية مرسيليا جنوبفرنسا، شقيقه الأصغر بالرصاص على أيدي أفراد من عصابات، أمس الخميس. وهذه ثاني حادثة قتل مأساوية بالرصاص تتعرض لها عائلة أمين كساسي، رئيس جمعية "كونسيونس" (وعي)، الذي ينحدر من عائلة ذات أصول جزائرية، بعد مقتل شقيقه الأكبر وحرقه قبل خمس سنوات بطريقة وحشية في تصفية حسابات. وقتل الشاب محمد كساسي (20 عامًا)، الشقيق الأصغر، أمس الخميس عند الساعة الثانية والنصف ظهرًا أمام مبنى المجلس الإقليمي في الدائرة الرابعة بمرسيليا، وفق ما نقلت قناة "بي إف إم تي في" الإخبارية الفرنسية اليوم عن المدعي العام في المدينة. وأوضح مكتب المدعي العام: "توقفت دراجة نارية بجانب سيارة الضحية التي كانت متوقفة للتو. وأطلق الراكب الجالس في الجزء الخلفي من الدراجة النارية عدة طلقات نارية على الضحية الذي كان لا يزال داخل سيارته. وعُثر في مكان الحادث على عدة أغلفة رصاص من عيار 9 ملم". وفتحت السلطات القضائية تحقيقًا "بتهمتي القتل على يد عصابة منظمة والتآمر الجنائي لارتكاب جريمة". ولم تُشر حتى اليوم إلى صلات بين الجريمة وتجارة المخدرات المزدهرة على نطاق واسع في مرسيليا. لكن المدعي العام نيكولا بيسون لم يستبعد احتمال أن يكون الاغتيال "رسالة تحذيرية". وقال رئيس بلدية مرسيليا، بينوا بايان: "إذا تأكدت هذه الفرضية سندخل في مرحلة جديدة. سنتجاوز خطًا خطيرًا للغاية، لأن الأمر في هذه الحالة يتعلق بإسكات أصوات المتحدثين". وأضاف في تصريح له: "ستكون هذه هي الحالة الأولى من نوعها منذ اغتيال القاضي ميشيل عام 1981". وبحسب المعلومات التي جمعتها القناة، كان الشاب الضحية يتحضّر للانضمام إلى قوات الشرطة وقد أعاد إجراء الاختبار الخاص بذلك. أما شقيقه أمين كساسي، البالغ من العمر 22 عامًا والمولود في الحي الشمالي "فري فالون" بالدائرة 13، فهو شخصية معروفة في مرسيليا. وتضم جمعيته نحو 800 عضو، وتنشط في أربع مدن فرنسية لتقديم الدعم القانوني والنفسي لأسر الضحايا، ولتغيير النظرة السائدة لهذه الوفيات والاعتراف بهم كضحايا. وسبق أن ترشّح كساسي إلى البرلمان عن الدائرة الانتخابية الثالثة في "بوش دو رون" في انتخابات 2024، لكنه خسر بفارق ضئيل أمام ممثل حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف.