رئيس ديوان المحاسبة الفيدرالي بالبرازيل: مصر ستمنح الإنتوساي قوة جديدة ورؤية استراتيجية متوازنة

أكد الوزير فيتال دو ريغو، رئيس ديوان المحاسبة الفيدرالي بالبرازيل والرئيس المنتهية ولايته للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الإنتوساي)، أن تسلم مصر رئاسة المنظمة، ممثلة في الجهاز المركزي للمحاسبات للمحاسبات برئاسة المستشار محمد الفيصل يوسف، يمثل لحظة مهمة في مسيرة العمل الرقابي الدولي، مشيدًا ب«الحكمة والهدوء والرؤية الاستراتيجية» التي يتمتع بها الرئيس الجديد، والتي ستمنح المنظمة قوة جديدة وتجمعًا أكثر تماسكًا.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الإنكوساي الخامس والعشرين بشرم الشيخ، عبر دو ريغو عن بالغ شكره لدولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والمستشار محمد الفيصل يوسف، والدكتورة مارجيت كراكر، الأمين العام للإنتوساي، مؤكدًا أن انعقاد المؤتمر في مصر "بلد الحضارة والسلام" يعكس أهمية المرحلة المقبلة في مسار المنظمة.
وأشار دو ريغو إلى أن البرازيل، التي تسلمت مهامها قبل ثلاث سنوات من روسيا، حددت منذ البداية مجموعة من المبادئ الاستراتيجية التي وجهت العمل، أبرزها تعزيز الحضور العالمي للإنتوساي، وتوسيع نطاق الحوار مع الأمم المتحدة والمنظمات متعددة الأطراف، وترسيخ ركائز الشفافية والاستقلالية والشرعية.
وأوضح أن العالم يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى منظمة قوية وفعالة، في ظل ما يشهده من تراجع الثقة في المؤسسات وهشاشة في الممارسات الديمقراطية، مؤكدًا أن الإنتوساي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الحكم الرشيد وضمان الاستخدام الأمثل للموارد العامة بما يخدم مصالح الشعوب.
واستعرض الرئيس المنتهية ولايته أبرز إنجازات الرئاسة البرازيلية للإنتوساي، ومنها مشروع "الماسح المناخي"، الذي شاركت فيه 142 جهة رقابية ودرّب أكثر من 250 مدققًا على تطوير منصة عالمية سيتم إطلاقها خلال المؤتمر، على أن تُعرض لاحقًا في مؤتمر المناخ COP30 بالبرازيل، وإصدار دليل تدقيق التحول في مجال الطاقة، الذي سيساعد الأجهزة العليا على التكيف مع متطلبات التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة.
كما استعرض، تقرير مواجهة الاتجاهات العالمية، الذي قدم منهجيات مبتكرة لتحليل التحديات المستقبلية في أعمال المراجعة العامة، وإطلاق منظمة "JURISAI" بالتعاون مع فرنسا والمغرب والبرتغال لتعزيز التعاون القانوني والمؤسسي بين الأجهزة العليا، ومشروع مكافحة الفقر متعدد الأبعاد، بالشراكة مع جامعة أوكسفورد وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتقييم مدى فاعلية السياسات العامة في الحد من الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية.
وأشاد دو ريغو، بالدعم الكبير الذي قدمته الأمانة العامة للإنتوساي بقيادة مارجيت كراكر، وبالتعاون المثمر مع الأجهزة العليا في الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا والهند والسعودية، التي ساهمت قياداتها في نجاح مبادرات اللجان الرئيسية.
وأكد ثقته في أن رئاسة مصر للإنتوساي ستترك أثرًا خالدًا، وأن المرحلة المقبلة ستتسم بمزيد من الالتزام بالتميز والشفافية والتعاون العالمي، وهي القيم التي تشكل جوهر رسالة المنظمة.