ارتفاع أسعار العملات الرقمية .. وبيتكوين تتخطى 108 آلاف دولار

سجلت العملات الرقمية ارتفاعًا ملحوظًا، خلال تعاملات اليوم الأحد، مع تجاوز عملة "بيتكوين" حاجز 108 آلاف دولار، بدعم من تحسن طفيف في شهية المخاطرة لدى المستثمرين، رغم استمرار حالة القلق في الأسواق العالمية جراء التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية.
ووفقًا لبيانات منصة "كوين ماركت كاب"، ارتفعت عملة "بيتكوين" - أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية - بنسبة 1.23% خلال ال24 ساعة الماضية؛ لتصل إلى نحو 108.194 دولار، لتواصل مكاسبها الأخيرة وتستقر عند أعلى مستوياتها منذ أسابيع، حيث بلغت القيمة السوقية لبيتكوين أكثر من 2.14 تريليون دولار، فيما سجل حجم التداول خلال 24 ساعة نحو 34.4 مليار دولار.
كما ارتفعت عملة "إيثريوم"، ثاني أكبر العملات الرقمية، بنسبة 0.93% لتصل إلى 3.925 دولار لترفع مكاسبها الأسبوعية إلى 3.8%، بينما بلغت قيمتها السوقية نحو 462 مليار دولار، مع حجم تداول يومي يُقدّر ب23.5 مليار دولار.
وتواصل العوامل الاقتصادية الكلية التأثير على اتجاهات سوق العملات الرقمية، إذ يترقب المستثمرون قرارات السياسة النقدية الأمريكية المقبلة، في ظل مؤشرات على احتمال قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض إضافي لأسعار الفائدة في ديسمبر المقبل.
وترى تحليلات اقتصادية أن أي إشارات من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول نحو مزيد من التيسير النقدي قد تؤدي لزيادة السيولة في الأسواق العالمية، ما يوفر بيئة داعمة لأداء بيتكوين وبقية الأصول الرقمية على المدى المتوسط.
وفي المقابل، تواصل التوترات الجيوسياسية وارتفاع عوائد السندات الأمريكية دفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب الذي واصل مكاسبه ليسجل مستويات قياسية تجاوزت 4.370 دولار للأوقية، مما يحد من تدفقات السيولة نحو العملات المشفرة.
كما أشارت تقارير سوقية إلى أن عمليات التصفية الواسعة في أسواق العقود الآجلة للعملات المشفرة التي بلغت نحو 19 مليار دولار مؤخرًا، أسهمت في تراجع ثقة المستثمرين، بجانب انخفاض التدفقات المؤسسية الخارجة من صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، وهو ما يعكس فتور شهية المخاطرة لدى المؤسسات الكبرى.
ويرى مراقبون أن الأسواق تترقب اختبارًا لمستوى دعم فني رئيسي لعملة بيتكوين، مؤكدين أن اختراق هذا المستوى أو الثبات أعلاه سيحدد الاتجاه العام للسوق خلال الأسابيع المقبلة، بين مواصلة الارتفاعات الحالية أو الدخول في مرحلة تصحيح سعري جديدة.