كشفت التصريحات المتزامنة للمسئولين المصريين والأتراك عن توافق غير رسمى بين القاهرة وأنقرة بشأن التعامل مع إسرائيل عقب الهجوم الإسرائيلى الدامى على أسطول الحرية الذى كان يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. ففى اسطنبول وجه وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو رسالة واضحة إلى تل أبيب تقول «إذا انصاعت إسرائيل للقانون الدولى وقدمت إجابات أمينة ونزيهة عن الهجوم الذى قامت به فى المياه الدولية ضد السفن فعندئذ يمكن للأمور أن تعود لمجراها وإذا لم تفعل فإن الأمور لن تعود لمجراها وسيكون على من قام بالهجوم أن يتحمل العواقب». وفى القاهرة قالت مصادر على صلة بملف العلاقات الإسرائيلية ل«الشروق» إن زيارة مستشار الأمن القومى الإسرائيلى عوزى أراد والمستشار القانونى لرئيس الوزراء الإسرائيلى إسحاق مولخو للقاهرة فشلت فى امتصاص غضب القاهرة من الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية، خاصة أنه جاء بعد اسبوعين من زيارة الوزير عمر سليمان لإسرائيل وتحذيره لها من التعامل بشكل غير منضبط مع قوافل الاغاثة. وقالت المصادر إن مصر طالبت الوفد الإسرائيلى بتقديم ضمانات بعدم تكرار ما حدث مع قوافل الإغاثة ووضع خطة لتخفيف الحصار المفروض على قطاع عزة. وفى اسطنبول ألقى التوتر بين إسرائيل وتركيا وهما عضوان فى منظمة السيكا وهو الاختصار لمنظمة التعاون وبناء الثقة فى آسيا بظلاله على اجتماعاتها، التى انطلقت أمس على المستوى الوزارى وتبدأ اليوم على المستوى الوزارى، حيث يقول الدبلوماسيون الأتراك إن الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية لا يخالف فقط مواثيق دولية لحقوق الانسان، ولكن يخالف أيضا ما تنص عليه مقررات السيكا من ضرورة التنسيق إزاء العمليات والتدريبات العسكرية. «إذا انصاعت إسرائيل للقانون الدولى وقدمت إجابات أمينة ونزيهة عن الهجوم الذى قامت به فى المياه الدولية ضد السفن فعندئذ يمكن للأمور أن تعود لمجراها وإذا لم تفعل فإن الامور لن تعود لمجراها وسيكون على من قام بالهجوم أن يتحمل العقبات»، كان هذا ملخص الرسالة التى بعث بها وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو من اسطنبول إلى إسرائيل صباح الاثنين قبل ساعات من افتتاح أعمال المؤتمر. جاءت تصريحات داوود أوغلو مع توقعات متزايدة بغياب إسرائيل عن أعمال الاجتماع، بل ومع اسئلة بدأت تطرح فى وسائل الاعلام التركية حول ما إذا كانت تركيا تعتزم تعليق تعاونها العسكرى مع إسرائيل، على خلفية الهجوم الذى قامت به إسرائيل صباح 31 مايو فى المياه الدولية على سفن إغاثة إنسانية منطلقة من تركيا لنجدة غزة الواقعة تحت الحصار الاسرائيلى، وهو ما ادى إلى مقتل وجرح مواطنين أتراك. لكن وزير الدفاع التركى فاسيدى جونول قال للصحفيين أن التعاون العسكرى بين تركيا وإسرائيل «مستمر الآن». الوزير التركى قال إن وزارته لم تتلق بعد مطالبة من وزارة الخارجية التركية لإيقاف هذا التعاون. و يمثل مصر فى أعمال المؤتمر عبد الرحمن صلاح سفير مصر لدى تركيا. وفى القاهرة قالت المصادر إن الوفد الاسرائيلى الذى زار مصر أمس الأول ركز على أهمية استمرار المفاوضات غير المباشرة والعمل على تجاوز الأزمة الراهنة الناجمة عن تدعيات أزمة الاعتداء الاسرائيلى على أسطول الحرية وهو ما ردت عليه القاهرة بتحميله مجموعة من الأسئلة المطلوب إجابات واضحة عنها من جانب الحكومة الإسرائيلية قبل تفعيل الدور المصرى فى الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورفضت المصادر القول ما إذا كانت هذه الزيارة قد أسفرت عن نتائج أم لا مشيرة إلى أن الأمر يتوقف على خطوات إسرائيلية فعلية على الأرض فى مقدمتها موقف واضح من وقف عمليات الاستيطان.