كشف تقرير أعده مركز التنبؤات الاستخباري (أحد مؤسسات التفكير التابعة للاستخبارات الأمريكيةCIA)، عن تسبب المجزرة الإسرائيلية ضد نشطاء أسطول الحرية، التي راح ضحيتها الاثنين الماضي أكثر من 15 تركيا، وإصابة 60 آخرون، في الإضرار بشكل بالغ بالدور الأمريكي في المنطقة. إرباك وقال التقرير الاستخباراتي الذي تم تسريبه، تحت عنوان "توصيات استخباراتية لإسرائيل حول الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة تداعيات الاعتداء على أسطول الحرية"، إن تحول الحادثة من مسألة عسكرية إلى مسألة سياسية بغض النظر عن النوايا والأسباب، أربك الوضع السياسي في المنطقة المتأزم في الأساس، مشيرا إلي أنه "لا شك أن القافلة المدنية كانت ستصل إلى غزة وتكسر الحصار لو لم تبدأ "إسرائيل" باستخدام القوة، أما الآن توجهت الأنظار إلى أنقره التي لا تزال على الخط الفاصل لاستغلال الحادثة، وإلى واشنطن التي تعتبر الحادثة كارثة لم تكن بالحسبان". توتر وأضاف، أن الحادثة جاءت في وقت تمر فيه العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بمرحلة من البرود النسبي، حيث شهدت خلال الشهور الماضية دأب "إسرائيل" لإعادة صياغة العلاقات الإقليمية من أجل تحسين موقفها في الداخل في ظل تخاصم الأحزاب المختلفة، وفي الخارج بعد أن لم تلق سياساتها تجاه فلسطينوإيران ترحابا حارا في الولاياتالمتحدة، هذه المساعي "الإسرائيلية" لم تنل إعجاب الولاياتالمتحدة التي كانت ولا تزال تأمل استقرارا نسبيا للمنطقة، وهذا، أي الاستقرار، حتما لا يتوافق مع اعتداء عسكري ضد بعثة مدنية، مهما كان السبب الذي بررت "إسرائيل" به الحادثة الأخيرة. عائق وأكد التقرير أن هذه الحادثة ستمثل عائقا محتملا للخطط الأميركية في العراق، مشيرا إلى أن واشنطن التي كانت تأمل أن تتمكن من خفض عدد قواتها في العراق خلال الأشهر القليلة القادمة مقابل قيام تركيا بملء الفراغ التالي؛ بات الوضع الآن وبعد "الجريمة" ليس من صالح الولاياتالمتحدة أن تزداد زعزعة الوضع في المنطقة. توصيات وأوصى التقرير الاستخباراتي إسرائيل لمواجهة الرد التركي على اقتحام أسطول الحرية، بالأخذ في الاعتبار 5 تطورات، محليا، دبلوماسيا، عسكريا، اقتصاديا، وفلسطينيا، محذرة من خطورة الغضب الشعبي التركي من العدوان الصهيوني وزيادة حدة الكراهية حتى من الأحزاب المناوئة لحكومة أردوغان، والتأكيد أن تركيا سيكون لها مكاسب ستحصل عليها بالضغط من الولاياتالمتحدة. وعن احتمالية التصعيد العسكري في الأراضي المحتلة عبر جناحي غزة والجنوب اللبناني، قال التقرير إن أغلب التوجهات لدي حماس وحزب الله هو إبقاء "إسرائيل" موقع جذب الأنظار والاتهام دون إيجاد أي سبب لإدانة الفلسطينيين، مشيرة إلى أن يبدو حزب الله وحليفته إيران عازمان على استغلال الحادثة لمصلحتهما السياسية، لكن لا بوادر عمل عسكري في المستقبل القريب. رد فعل وأشار إلى أنه على الرغم من عدم احتمال وقوع ردود فعل عسكرية من قبل الجماعات الفلسطينية الرئيسة والمنظمات المتعاطفة معها؛ يبقى هناك خطر وقوع هجمات على أيدي الجماعات الإرهابية الصغيرة، في البلدان التي لا وجود فيها لمراكز دبلوماسية أو تجارية "إسرائيلية"، من المتوقع أن تستهدف المؤسسات والرموز الأميركية، أما الجماعات الكبيرة، فمبدأها الاستراتيجي في الوقت الحالي هو إبقاء العدوان"الإسرائيلي" تحت الضوء بينما يستفحل غضب الشعوب، لأن أي عمل عسكري من جانب المجموعات المسلحة سوف يدير الدفة إلى الجانب "الإسرائيلي" الذي سيجعل نفسه الضحية ليقضي على أي أثر لحادثة اقتحام الأسطول.