«الأجهزة كانت موجودة والطلاب يعرفون استخدام الكمبيوتر، كل ما فعلناه هو أننا ضغطنا من أجل استخدام الأجهزة، التى يراها البعض عهدة، لتحويل الدروس المكتوبة إلى عروض إلكترونية تعرض على جهاز العرض أمام الطلاب، وجعلنا الطلاب يستخدمونها بالفعل». هكذا لخصت أمل عصام مدرسة الكيمياء بمدرسة حدائق المعادى التجريبية، كيف أمكنها إحداث تغيير فى طريقة التدريس داخل مدرستها. وتكمل أمل التى وصلت إلى منصب ناظرة المدرسة: ماكنتش بافتح النت رغم أن عندى كمبيوتر فى البيت، ولما كنت أحتاج حاجة كنت أطلب من ولادى يجيبوها لى، دلوقت باعمل خطة الدرس والتحضير على الكمبيوتر، وممكن أبعتها للطلاب على الإيميل وأتواصل معاهم زى ما كنا أيام إنفلونزا الخنازير لما كانت الطلبة ما بتجيش المدرسة. التغيير الذى حدث فى طريقة نظر أمل لقدراتها والقدرات الموجودة لدى الطلاب وقدرات المدرسة نفسها، جاء بعد مشاركتها مع 20 معلما فى دبلومة «المعلم المحترف» التى نظمتها كلية الدراسات العليا للتربية بالجامعة الأمريكية بدعم من شركة إكسون موبيل مصر، بعد تخريج دفعة من 35 معلما العام الماضى. التدريب يتكلف 3 آلاف دولار لكل متدرب بحسب ما قاله ديفيد أرنولد رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة خلال الاحتفال بالمعلمين الذين تدربوا على تطويع التكنولوجيا لخدمة طرق التعلم، بهدف تحسين أدائهم ورفع مستوى مهاراتهم التعليمية. وتم تدريب المعلمين على علوم القيادة التعليمية التربوية، والتدريس للنوعيات المختلفة من الطلاب فى ذات الفصل ودمج ذوى الإعاقة مع باقى الطلاب. اختيار المعلمين بحسب سميحة سيدهم، عميدة الكلية يشترط إجادتهم للغة الانجليزية وأن يكونوا من مدرستين فقط، «لأننا لاحظنا قلة جدوى التدريب إذا كان الاختيار لمعلم واحد من كل مدرسة، لأنه يعود إلى مدرسته فيجد أن المناخ حوله يعوقه عن تطبيق ما تدرب عليه، وأحيانا تكون الإعاقة بسبب الغيرة». وتقول مسئولة الجامعة «فرصة التطبيق تكون أفضل إذا كانت المجموعة من نفس المدرسة وتشمل معلمين وقيادات مدرسية، ناظر أو موجه، معا ليساعدوا بعضهم البعض لإحداث التغيير». ورشحت الوزارة مدرستى الملك فهد وحدائق المعادى التجريبيتين، ويشمل التدريب سلسلة من البرامج فى استخدام التكنولوجيا فى التعليم، وتدريب المعلمين على أساليب التعلم البديلة. عاشور على، معلم الفيزياء بنفس المدرسة، فخور لأن مديرة المدرسة «تشجعنا على تطبيق ما تدربنا عليه»، وبالتالى يمكن أن يكون «ملف إنجاز الطالب» إلكترونيا ومن صنع الطالب نفسه، «بدلا من أن نتهم الطالب بأنه ينقل ما لا يفهمه من على الإنترنت أو يكلف غيره بأن يؤدى له هذه المهمة، وفى الحقيقة نحن الذين قصرنا فى حقهم ولم ندربهم على استخدام الإنترنت فى التعلم وليس فقط فى التواصل عبر الفيس بوك». نيفان فاروق معلمة اللغة الإنجليزية بالمدرسة تعتبر أن «الطالب يستجيب أكثر عندما يشعر أنه يتعلم من أجل أن يعرف، وليس من أجل الامتحان كما تركز طرق التدريس فى مدارسنا، وتغيير المعلم لطريقته فى التدريس ليس بالأمر السهل، ولكنه أيضا ليس بالمستحيل». تتذكر نيفان أنه «عندما تدرب عدد من معلمى المدرسة على نفس الطريقة أصبحنا قوة للتغيير، وأصبحنا أكثر قدرة على إقناع أولياء الأمور بأن إدماج ذوى الإعاقة مع أبنائهم بنفس المدرسة يفيد أبناءهم على عكس ما يعتقدون». ويتفاءل محمد عطية موجه عام اللغة الإنجليزية بمديرية التربية والتعليم بحلوان بالتجربة. «مشاركتى مع المعلمين مكنتنى من المطالبة بما كنت أحلم به منذ سنوات، بأن يعمل المدرس بفلاش ميمورى بدلا من دفتر التحضير التقليدى الذى لايزال المعلم يضطر لتحضير دروسه فيه حتى إن استخدم التقنيات الحديثة فى إعداد درسه وعرضه على بروجيكتور، لأن الورق لايزال هو ما نحتكم إليه رغم كل دعواتنا للاعتماد على التكنولوجيا.