خبراء: الجنيه لا يعكس قيمته الحقيقية.. والتعافي مرهون بانفراج التوترات الجيوسياسية

خبراء: قيمة الجنيه منخفضة عن السعر العادل
جنينة: السعر العادل للعملة المحلية أمام الدولار يدور حول مستويات 45
عبد العال: استمرار الضغوط الجيوسياسية يمنع العملة المحلية من الوصول للقيمة العادلة
يرى عدد من خبراء الاقتصاد والمصرفيين أن القيمة الحالية للجنيه أقل من القيمة العادلة، ولكنها مناسبة للحفاظ على استمرار تدفقات النقد الأجنبي من الصادرات والسياحة، لا سيما مع استمرار الضغوط الجيوسياسية.
وقدر الخبراء القيمة العادلة للجنيه بنحو 45 جنيهاً للدولار.
وكان بنك جولدمان ساكس قد أعلن في تقرير حديث الأسبوع الماضي، أن الجنيه المصري لا يزال مقوَّمًا بأقل من قيمته العادلة بنسبة 30%، ما يعني أن قيمته العادلة تدور حول 35 جنيهًا للدولار، بحسب التقرير.
واستند جولدمان ساكس إلى تعافي الاحتياطي النقدي وتحول صافي الأصول الأجنبية بالقطاع المصرفي إلى فائض قدره 4.8 مليار دولار في مايو، بعدما كان يسجل عجزًا بنحو 17.6 مليار دولار مطلع 2023، موصيًا ببيع الدولار مقابل الجنيه.
- جنينة: التضخم يغيّر قواعد التقييم العادل
قال هاني جنينة، رئيس قسم البحوث بشركة الأهلي فاروس، إن الجنيه المصري مقوَّم بالفعل بأقل من قيمته العادلة، مقارنة بمستويات التضخم المُعلنة من صندوق النقد الدولي.
وأشار إلى أن الفارق بين القيمة السوقية والعادلة بدأ عام 2023، حين سُعّر الجنيه بناءً على معدل تضخم 36%، دون احتساب القفزات في أسعار السلع المتداولة عالميًا، والتي تراوحت بين 60% و70%.
وأضاف جنينة أنه عند تعديل معدل التضخم المستخدم في 2023 ليبلغ 60%–65%، يصبح الجنيه مقومًا بأقل من قيمته بنسبة 10%، وليس 30% كما يقدّر جولدمان ساكس، أي ما يعادل سعرًا عادلًا قرب 45 جنيهًا للدولار.
- أبو باشا: السعر العادل يتشكل بمرور الوقت
قال محمد أبو باشا، رئيس قسم البحوث بمجموعة "إي أف جي هيرميس"، إن الجنيه المصري لا يزال مقوَّمًا بأقل من قيمته العادلة منذ تحرير سعر الصرف في مارس 2024، معتبرًا أن هذا أمر طبيعي عقب التعويم، وأن السعر العادل سيتحقق تدريجيًا.
وحرر البنك المركزي المصري أسعار صرف الجنيه في مارس 2024، ليخضع لآليات السوق، ضمن اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار، ما أدى لانخفاض الجنيه أمام الدولار بنحو 60%.
وتوقع أبو باشا في تصريحات ل"الشروق"، أن يستقر الجنيه بين 49 و50 جنيهًا للدولار، ما يدعم استقرار تدفقات النقد الأجنبي في المرحلة المقبلة.
- عبد العال: مرونة السوق تمنع الوصول للسعر العادل حاليًا
قال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، إنه لا يمكن التنبؤ الدقيق بالقيمة العادلة للجنيه، بسبب مرونة سعر الصرف الخاضع للعرض والطلب.
وأوضح أن السعر الحالي قد يكون دون القيمة العادلة فعلًا، ولكن الوصول إلى القيمة الحقيقية الآن قد يضر بتدفقات العملة الأجنبية من السياحة والصادرات.
وأشار إلى أن استمرار الضغوط الجيوسياسية يعوق بلوغ الجنيه للقيمة العادلة، والتي يقدّرها بنحو 48 جنيهًا، لافتًا إلى أن ارتفاع الاحتياطي النقدي وتحسن إيرادات السياحة قد ساعدا في تقليص آثار التوترات على العملة المحلية.
- الجنيه يتعافى بعد أسوأ مستوياته.. والدولار يواصل الهبوط
سجّل الجنيه المصري أدنى مستوياته التاريخية في أبريل الماضي، متجاوزًا 51 جنيهًا للدولار، بعد فرض الرئيس الأمريكي رسومًا جمركية على عدد من الدول، قبل أن يستعيد الجنيه بعض قوته، ويتداول حاليًا عند 49.35 جنيهًا في بنكي الأهلي ومصر.
وواصل الدولار تراجعه أمام الجنيه في تعاملات اليوم الإثنين، بما يتراوح بين 5 و14 قرشًا، بعد انخفاضات أمس التي تراوحت بين 3 و10 قروش.
وهبط سعر الدولار في بنكي الأهلي ومصر بنحو 7 قروش، ليسجل 49.25 جنيه للشراء، و49.35 جنيه للبيع، مقابل 49.32 جنيه للشراء، و49.42 جنيه للبيع.
وانخفض أيضًا في البنك التجاري الدولي بقيمة 10 قروش، مسجلاً 49.22 جنيه للشراء، و49.32 جنيه للبيع، مقارنة ب49.32 جنيه للشراء، و49.42 جنيه للبيع.