تستعد الحكومة الأمريكية لتربية مليارات من الذباب وإسقاطها من طائرات فوق المكسيكوجنوب تكساس لمكافحة الديدان آكلة اللحم. ويبدو هذا وكأنه خطة من فيلم رعب، لكنه جزء من خطط الحكومة لحماية الولاياتالمتحدة من حشرة يمكن أن تدمر صناعة اللحم البقري، وتقضي على الحياة البرية وحتى تقتل الحيوانات الأليفة المنزلية. وقد نجحت هذه الخطة العلمية الغريبة بالفعل من قبل. وقال إدوين برجيس، الأستاذ المساعد في جامعة فلوريدا والذي يدرس الطفيليات في الحيوانات وخاصة الماشية، "إنها تكنولوجيا جيدة بشكل استثنائي. إنها رائعة تماما من حيث ترجمة العلم لحل بعض المشكلات الكبيرة". والآفة المستهدفة هي اليرقة آكلة اللحوم من ذبابة الدودة الحلزونية للعالم الجديد. وتخطط وزارة الزراعة الأمريكية لزيادة تربية وتوزيع ذكور الذباب البالغ وتعقيمهم بالإشعاع قبل إطلاقهم. وهم يتزاوجون مع الإناث في البرية، والبيض الذي تضعه الإناث لا يخصب ولا يفقس. ويكون هناك عدد أقل من اليرقات، ومع مرور الوقت، يختفي عدد الذباب. وتعد هذه الطريقة أكثر فعالية وصديقة للبيئة من أساليب الرش ضد الآفة، وهكذا قامت الولاياتالمتحدة ودول أخرى شمال بنما بالقضاء على نفس الآفة منذ عقود. وتمكن الذباب المعقم من مصنع في بنما من احتواء الذباب هناك لسنوات، ولكن الآفة ظهرت في جنوبالمكسيك في أواخر العام الماضي. يذكر أن الولاياتالمتحدة فرضت حظرا على شحنات الماشية المكسيكية في أواخر نوفمبر /تشرين الثاني الماضي بعد اكتشاف الآفة، لكنها رفعت الحظر في فبراير الماضي بعد وضع بروتوكولات لتقييم الحيوانات قبل دخولها إلى البلاد. وقالت وزارة الزراعة الأمريكية في بيان في مايو/أيار الماضي إنه كان هناك "تقدم غير مقبول شمالا" للدودة الحلزونية. وقالت وزيرة الزراعة بروك رولينز على منصة "اكس" للتواصل الاجتماعي "آخر مرة غزت فيها هذه الآفة المدمرة الولاياتالمتحدة، استغرقت صناعة الثروة الحيوانية 30 عاما للتعافي. لا يمكن أن يحدث هذا مجددا". والدودة الحلزونية هي يرقة من ذبابة "كوشليوميا هومنيفوراكس" التي يمكن أن تغزو أنسجة أي حيوان من ذوات الدم الحار، بما في ذلك البشر. يدخل الطفيلي إلى جلد الحيوانات، مسببا أضرارا شديدة يمكن أن تكون قاتلة.