تناولت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية ما اعتبرته معاناة بهاء صابر الناشط السياسي المثلي، الذي زعمت أنه يكافح من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية تحت نظام الرئيس مبارك الاستبدادي، حيث يعيش حياة مزدوجة يحاول خلالها الحصول على قبول من المجتمع، في حين تقابل الدولة مطالبه بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع. وقالت الصحيفة إن الغضب ضد نظام مبارك يزداد كثافة، فيما يستعد المصريون إلى استقبال انتخابات تشريعية في الخريف المقبل، إذ يضرب العمال وتسعى مجموعات حقوق الإنسان إلى الحد من سلطات الشرطة، كما أن زعماء المعارضة يضغطون من أجل تغيير الدستور، وعلى الرغم من ذلك فإن الحكومة المصرية التي تتسلم نحو 1.2 مليار دولار من المعونات الأمريكية سنويا لا تتزحزح عن موقفها. ونقلت الصحيفة عن صابر قوله إن من المستحيل تغيير سياسة دولة بوليسية أو الدفع في اتجاه إشعال ثورة بواسطة حفنة من النشطاء لديهم جداول أعمال مختلفة، وإنه لا يمكن الاستمرار في الهتاف بشعارات في الهواء -مثلما استمر الحال ل30 عاما- حيث يكد الشعب في سبيل العيش ولا يملك وقتا لجعل الحياة أفضل. وأبدت الصحيفة اندهاشها من أنه على الرغم من نشاط صابر الواضح، فإنه لا يلقى قبولا إلا من عدد قليل من المعارضين!، حيث إن هويته الجنسية جعلت منه منبوذا من المجتمع الذي يرغب في تحسينه، مشيرة إلى قول أحد القضاة له إنه يجب إطلاق الرصاص على الرجال المثليين علنيا. وقال صابر إن عائلته عرضت عليه الزواج لإنهاء الشائعات حول هويته، مما دفعه إلى الزواج وأنجب طفلا، ليصبح دليلا أمام جيرانه على أنه ليس مثليا ولا مصابا بمرض الإيدز، مضيفا أن بعض النشطاء يفضلون الابتعاد عنه لأنه سيظل شخصا غير مرغوب فيه، سواء كان معارضا أو مثليا. وأوضح صابر أن ميله السياسي تولد منذ إلقاء القبض عليه في 1997 بتهمة الفجور التي قضى بعدها 6 شهور في السجن، وبعدها تكرر القبض عليه كثيرا لاشتراكه في المظاهرات، مضيفا أنه قابل في كل مرة نشطاء وعمالا وأساتذة جامعة وسائقي سيارات أجرة وإسلاميين وصحفيين وآخرين ألقت القبض عليهم قوات الأمن.