صدر اليوم العدد الأسبوعي الجديد رقم 383 من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تُعنى بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ورئيس التحرير د. هويدا صالح. وفي مقال رئيس التحرير، تكتب "صالح" عن "تأسيس جماليات عربية جديدة وتجاوز المركزيات الغربية"، موضحة أن هذا التأسيس لا يعني اختراع نظرية مغلقة، بل هو تحرير الجمال من احتكارات المراكز واستلاب السياقات. ويعتبر هذا المشروع الطويل والمعقد دعوة للنقاد والكتاب والمفكرين العرب لإعادة بناء العلاقة بين المفهوم والممارسة، بين المحلي والعالمي، وبين الذاكرة والحداثة، من أجل كتابة جمال بلغة جديدة تنبع من الهامش، وتُعطي الهوية العربية مكانتها في خارطة الفن العالمي، ليس كمستهلكة للمعايير، بل كمنتجة للدهشة والمعنى. وفي باب "مسرح"، يقدم جمال الفيشاوي قراءة نقدية للعرض المسرحي "لعبة النهاية" للكاتب المسرحي والشاعر والناقد الأدبي الأيرلندي صامويل بيكيت، من إعداد وإخراج السعيد قابيل، على مسرح الطليعة التابع للبيت الفني للمسرح. ويأتي تقديم العرض في هذا التوقيت لإحياء التراث الثقافي والاحتفال بمرور أكثر من ستين عامًا على عرضه لأول مرة بمسرح الطليعة عام 1962 من إخراج سعد أردش، مع الإشارة إلى تشابه الظروف والأزمات والحروب في بعض الدول التي تتقاطع مع أزمة بداية الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى ظهور مسرح العبث. وداخل باب "ملفات وقضايا"، يكتب الدكتور حسن العاصي عن "القومية العربية في ميزان الانتماء"، مشيرًا إلى أن الشعور ب"العروبة" موجود منذ دخول العرب مسرح التاريخ، وظل موضوع تفاوض من جيل إلى آخر لأكثر من ألف عام ونصف. يستعرض المقال العوامل التي أثرت سلبًا على تطور القومية العربية خلال القرن الماضي وحتى اليوم. وفي باب "آثار"، يكتب الدكتور حسين عبد البصير عن "معجزة الأهرامات المصرية الخالدة"، موضحًا أن الأهرامات تمثل ذروة الإبداع الهندسي والمعماري في العصور القديمة، حيث استطاع المصريون القدماء بناء هذه الصروح الضخمة بأدوات بسيطة نسبيًا، لكن بمعرفة متقدمة في الرياضيات والهندسة والفلك. وتبقى الأهرامات مصدر تساؤلات حول كيفية تحقيق حضارة قديمة هذا الإنجاز المذهل الذي صمد عبر الزمن، فهي ليست مجرد مقابر حجرية، بل شواهد على حضارة عظيمة تمتلك معرفة متقدمة في التخطيط والبناء والفلك والديانة، ما يجعلها واحدة من أعظم معجزات العالم القديم والحديث. وفي باب "أطفالنا"، تواصل الدكتورة فايزة حلمي تقديم أفضل الطرق للتعامل مع الأطفال العنيدة وكسب مودتهم، حيث تصف الأطفال العنيدين بأنهم مصممون أحيانًا على المواجهة، ويشير المقال إلى أن الأساليب المباشرة في فرض التوجيهات غالبًا لا تنجح معهم. ويطرح استراتيجية "الأبوة الخادعة" أو "جودو الأبوة"، التي تعني الاقتراب من الطفل بشكل جانبي واستخدام الهدوء والاحترام والإبداع بدلًا من المواجهة المباشرة أو الصراخ. وداخل باب "خواطر وآراء"، تواصل الكاتبة أمل زيادة رحلتها إلى "الكوكب التاني"، حيث تناقش قضايا اجتماعية يومية، داعية القارئ لمرافقتها في رحلة هروب من مأساوية الواقع، وتقترح حلولًا متخيلة للمشكلات المطروحة.