كشف استطلاع للرأي عن تراجع حاد في رضا المصريين وثلاث من الدول العربية عن أداء إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء قضايا الشرق الأوسط. وقالت داليا مجاهد أحد مستشاري الرئيس أوباما لشئون العالم الإسلامي ورئيسة مركز دراسات العالم الإسلامي التابع لمؤسسة "جالوب" لاستقصاءات الرأي "إن الاستطلاع الذي أجراه المركز خلال الفترة من فبراير وحتى أبريل الماضي أظهر أن رضا المصريين عن أداء إدارة أوباما إزاء قضايا العالم الإسلامي قد تراجع بنسبة 18%. وجاء هذا الاستطلاع بمناسبة اقتراب مرور عام على الخطاب الذي ألقاه أوباما يوم 4 يونيو العام الماضى بالقاهرة لإرساء ركائز السياسة الأمريكيةالجديدة تجاه العالم الإسلامي. وكشف الاستطلاع أن الجزائر جاءت في الترتيب الثاني من بين الدول الأربع من حيث تراجع الرضا عن أداء إدارة أوباما والذي انخفض بنسبة 13 %، فيما لم يكن هناك تراجع ذا بال في كل من العراق والأراضي الفلسطينية حيث ظل في نطاق هامش الخطأ الذي يتراوح بين 3 إلى 4 %. ويمثل هذا التراجع تحولا في آراء المصريين بعد أن ارتفع رضاهم عن القيادة الأمريكية فور توليها في سبتمبر 2009 بنسبة 19 % مقابل 22 % بين الجزائريين. وترصد مجاهد هذه المفارقة في البلد الذي استضاف أوباما خلال إلقائه لخطابه التاريخي باعتباره أيضا البلد الذي شهد أكبر تراجع للرضا عن أدائه بعد نحو عام من هذا الخطاب. وقالت إن هذا التراجع السريع ربما يعكس مدى الإحباط الناجم عن عدم تمكن إدارة أوباما من إحراز تقدم على صعيد القضايا التي سبق أن أشاروا في استطلاع أجري عام 2008 أنها الأهم في تحسين آرائهم في واشنطن. وكانت تلك القضايا هي الانسحاب من العراق، وسحب القواعد العسكرية الأمريكية من السعودية، ودعم حقوق الشعوب الإسلامية في انتخاب الحكومات التي تريدها، وتشجيع المزيد من التنمية الاقتصادية، وإغلاق معتقل جوانتانامو، وتعظيم عمليات نقل التكنولوجيا الحديثة والخبرات التجارية. وقالت داليا مجاهد إن استطلاعا للرأي حظي برعاية الحكومة المصرية أجري في أعقاب خطاب أوباما في القاهرة العام الماضي ووجد أن القضية الفلسطينية هي أهم قضية تناولها خطاب أوباما، مضيفة أنه رغم حدوث تقدم تدريجي تجاه العديد من هذه القضايا خاصة مسألة سحب القوات الأمريكية من العراق، وطرح برامج للتبادل التعليمي ونقل التكنولوجيا وتشجيع المعاملات التجارية الحرة مع المجتمعات الإسلامية، إلا أنه لا أحد من هذه القضايا شهد تقدما أو انفراجة كبيرة. وقالت إنه بينما تواصل الولاياتالمتحدة سحب قواتها من العراق، وتنظم مصر وعدد من الدول العربية عدة انتخابات قادمة، وتكتسب مبادرات تبادل التكنولوجيا والعمل الحر زخما على مدى السنوات القادمة، فسيكون من المهم رصد تأثير هذا على رؤية العرب للقيادة الأمريكية مستقبلا.